الشهيد المجاهد "محمد عبد ربه بدر": قمرٌ إعلاميٌ صعد نحو المجد والخلود بدمه وأشلائه
الإعلام الحربي- خاص
"إن الموت آية محتمة على كلّ إنسان، لكن حين تفرَض على الإنسان حياة الذل فمن الأفضل أن يموت شامخاً واقفاً كأشجار النخيل, فما أروع القتل في سبيل الله, ما أروع أن يبيع الإنسان حياته رخيصة من أجل رفعة الإسلام والوطن والجهاد, ما أروع القتل حين تكون مقدماً غير مدبر, رحم الله كلّ من قدّم حياته فداء لتراب فلسطين الغالي ".
وعلى طريق الجهاد تمضي فرسان الإعلام الحربي لسرايا القدس رجال الكلمة والبندقية رجال الصاروخ والانفجار، يقامون بكل ما يملكون ويعملون في كل ما يستطيعون، لا تغيب عنهم ساحات والوغى والقتال، تراهم في كل مكان هم عين الحقيقة، بل هم كل الحقيقة إعلاميون ومجاهدون مجهولون، يعبّدون بدمائهم الزكية وأشلائهم الطاهرة جسر العبور وطريق الوصول إلى النصر والتحرير والتمكين، وعلى هذا الدرب الطويل يمضي إلى الجنان قوافل من الشهداء الذين يدفعون ضريبة الجهاد من دمائهم وأرواحهم.
صاحب اللحية الجميلة والابتسامة العريضة التي كانت ترتسم على وجهه عند مقابلته أي شخص ، سواء كان يعرفه أو لا يعرفه محمد بدر.. بدراً في جهاده ومقارعته للأعداء تمنى الشهادة في غزة الإباء، كانت خطاة تترقب كل مكان وكانت روحه تبحث عن الشهادة والحور العين فقسمات وجهة ، تدل على أنه في كل لحظة شهيد، فوضع كل ما يملك من أجل الإسلام وفلسطين، ولم يبخل عن دينه ووطنه بشيء، فآخر ما قال (عليكم بالاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني).
بزوغ الفجر
ولد الشهيد المجاهد محمد عبد ربه يوسف بدر في مخيم دير البلح للاجئين، وذلك بتاريخ 21/9/1988، في أسرة متدينة ومحافظة ذات أخلاق وقيم إسلامية رفيعة، تتكون من 9 افراد خمسة من الذكور وأربعة من الاناث، عشق شهيدنا القرآن والسنة النبوية، تُعرف عائلته الموقرة بالأدب ستبقى على طريق الوفاء سائرة، هاجرت من أرضيها المحتلة عام 1948م من بلدة " كرتيا"، بعد أن هجرها الاحتلال الصهيوني، كباقي الآلاف من الاسر الفلسطينية المنكوبة.
تعليمه ودراسته
أنهى الشهيد المجاهد أبا حمزة دراسته الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث بدير البلح، أما عن دراسته الثانوية فقد أتمها في مدرسة المنفلوطي بالمدينة بعد إصرار الشهيد لطلب العلم والسير في ركب العلم والحضارة والتقدم جعله يحصل على شهادة التوجيهي، وثم التحق في كلية فلسطين التقنية تخصص تصميم مواقع انترنت حتى لحظة استشهاده، فمن حبه للعلم والتعلم ومواصلة جهاده للعدو بالعلم والإعلام والبندقية، فكانت كل هؤلاء مجتمعة في آن واحد، حيث انه استشهد على بعد امتار من مكان دراسته .
صفاته وأخلاقه
إن وددنا حصر صفات محمد الكريمة فنحن لا نستطيع الإيفاء بحقه، فنعم هذا الشاب الذي يتميز بأخلاقه العالية جداً ، محمد كان مرحاً ملتزم كل الالتزام أخلاقياً ودينياً، كان يتميز بأنه مرح في البيت يعطيه ابتسامه وروح معنوية عالية علاقته حميمة بين أفراد أسرته وجيرانه وأقربائه، يتقرب إلى الله دائما مواظب على الصلاة وقراءة القرآن .
مبتسم وقليل الكلام
عرف عن الشهيد المجاهد أبو حمزة بقلة الكلام أثناء الجلوس والحديث مع الناس، وكان إذا حدثه احد أو تحدث مع الناس يحمر وجه لتواضعه وإخلاصه وتعاونه واحترامه للجميع.
ورغم حيائه الكبير إلا أنه كان صاحب ابتسامة لا تفارق شفتاه، وكان حريص على أن لا يعلم أحد شيء عن أعماله الجهادية، حيث تميز الشهيد بالسرية والكتمان الشديد في العمل العسكري والحركي ، ولا يتحدث لأحد مهما كان عن ما يفعل.
درب الجهاد
انضم شهيدنا وانخرط للعمل في صفوف حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين من خلال التزامه بالمسجد، حيث لفت الأنظار إليه من خلال اهتمامه الشديد بدروس ومجالس الذكر والعلم في المسجد، وكان انضمام شهيدنا إلى صفوف الجهاد في الوقت الذي تكاسل فيه المرجفون من أبناء شعبنا عن الجهاد في سبيل الله .
وعرف عن الشهيد الجهادي محمد بدر بحبه الدائم للعمل في سبيل الله ، حيث إنضم للرابطة الإسلامية الإطار الطلابي التابع لحركة الجهاد مع بداية الانتفاضة، وكان نشيط جداً في العمل حتى أن وقع عليه الاختيار لان يكون أمير الرابطة في مدينة دير البلح.
والتحق شهيدنا في صفوف سرايا القدس عام 2004م بعد إلحاحه الشديد للعمل العسكري حيث تربى وترعرع بين أحضان أسرة متدينة وكان يحب الجهاد والمقاومة منذ نعومة أظفاره، من كثرة ما كان يسمع فضل الجهاد في سبيل الله، في حلقات الذكر التي كان يلتزم بها في المساجد، خاض الشهيد عدة دورات عسكرية وانطلق لخوض المعارك مع بداية التحاقه فكان متشوقاً للعمل العسكري، ولم يكفيه ذلك حيث التحق في جهاز الاعلام الحربي التابع لسرايا القدس ليجاهد ويقاوم العدو بالكلمة والبندقية، ومازالت له بصمات جهادية في جهاز الإعلام الحربي بلواء الوسطى، من اصدارات الاعلام الحربي المرئية والتي كان آخرها اطلق نيرانك لاترحم وهذ الاصدار لم يتم نشره.
وشارك شهيدنا المجاهد في الرباط في سبيل الله بشكل مستمر، وفي إطلاق قذائف الهاون والصواريخ على المستوطنات الصهيونية، كذلك شارك في التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة شرق دير البلح، وكذلك في التصدي للقوات الخاصة والتي تسللت على شاطئ معسكر دير البلح بالحرب الصهيونية على غزة عام 2008م ، كما سخر أن يكون استشهادياً حيث كان من المقرر بان يقوم بعمل استسهادي الا ان بعض الظروف حالت دون ذلك، وختم شهيدنا "أبو حمزة" حياته بالمشاركة في معركة السماء الزرقاء الصاروخية، عبر عدسته عين الحقيقة التي كانت ترافقه، وقام بتصوير العديد من المهام الجهادية الخاصة بالمجاهدين من اطلاق صواريخ وقذائف على مستوطنات ومواقع العدو ومنها من بُث عبر موقع الاعلام الحربي ووسائل الاعلام المحلية والدولية.
رحلة الخلود
بعد رحلة جهادية طويلة معبدة بالتضحيات والبطولات ومسيرة حافلة في الإعلام الحربي، ارتقى شهيدنا أبا حمزة يوم الثلاثاء 20/11/2012 في قصف صهيوني غادر استهدفه خلال معركة السماء الزرقاء الجهادية، أثناء تأدية واجبه الجهادي الإعلامي برفقة مجاهدي سرايا القدس وسط قطاع غزة.