الشهيد المجاهد "أحمد عادل الشاعر": ختم حياته حباً لله والوطن
الإعلام الحربي _ خاص
"سامحوني" كانت تلك آخر كلمات رسمها الشهيد المجاهد أحمد عادل الشاعر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، قبل أن يتوجه مع أبناء شعبه نحو الحدود الشرقية للمشاركة في المسيرة السلمية للعودة وفك الحصار، حيث ارتقى الشهيد " أحمد" برصاصة قناص صهيوني حاقد أصابته في صدره.
الشهيد "أحمد" كما حدثنا والدّيه كان يشعر بدنوا أجله، كيف لا ..!!، وهو يشاهد بأم عينه كيف يرتقي إخوانه في مسيرات العودة وفك الحصار السلمية برصاص الاحتلال ..!، ورغم ذلك أصر على مواصلة الطريق أسوة بإخوانه، لأنه كان يؤمن بحقه وشعبه في أن يعيش حراً كريماً فوق أرضه.
يرخص للدين والوطن الغالي
وتقول والدة الشهيد "أحمد":" كان يشارك بشكل دائم في مسيرات العودة ويركض كغزال نحو تلك المناطق الحدودية ليوصل رسالة تمسك بحقه وشعبنا بأرضه ومقدساته وكرامته".
وتضيف بصوت خافت حزين:" لم يكن يحمل إلا آلام شعبه في وجه القناصة الذين كانوا يتربصون بنا"، مشيدةً بما كان يتمتع به نجلها من شجاعة وإصرار على مواصلة الطريق.
وأكملت حديثها قائلةً:"أجرأنا في التقدم نحو النقاط القريبة من الأسلاك الشائكة التي تفصلنا عن جنود الاحتلال المختبئين خلف التلال الرملية ومتسلحين بأحدث الأسلحة أمام أناس عزل لا يملكون إلا الحق والإرادة".
"أم أحمد" التي كانت تشارك كما كل أبناء شعبها في مسيرات العودة، لم تخفِ قلقها على نجلها من أن يقتله جنود الاحتلال، دائمة الدعاء والابتهال لله أن يحميه ويرده سالماً إليها، إلا في ذلك اليوم الذي ارتقى فيه "شيء غريب منعها عن الدعاء لنجلها " على حد قولها.
وختمت الأم المكلومة حديثها قائلةً:" الدين وفلسطين يرخص لهما كل غالٍ ونفيس، لله ما أخذ وعلى الله يتوكل الصابرين".
النور لوالده
أما والده الذي بدا صابراً محتسباً ، فأشاد بما كان يتمتع به نجله من ذكاء وفطنه وجرأة وشجاعة، مؤكداً صبره واحتسابه على فقدان نجله الذي كان بمثابة النور الذي ينظر من خلاله إلى المستقبل.
نشأته وميلاده
وولد الشهيد أحمد عادل موسى الشاعر في الخامس والعشرين من مايو لعام2002م، لأسرة معطاءة ترعرع فيها على الأخلاق الكريمة، ونشأ نشأةً خاصة في بيوت الله تعالى، فكان رجلاً رغم صغر سنه، تربى على حب الدين، والتربية الإسلامية الصحيحة.
دراسته وأخلاقه
ودرس شهيدنا مراحل التعليم المختلفة في مدرسة الشهيد محمد الدرة، وأكمل دراسته فيها حتى الصف الحادي عشر الذي لقي الشهيد فيه ربه قبل أن تخرج النتيجة التي حصل فيها على معدل 75% .
وتميز الشهيد "أحمد الشاعر" بالهدوء وبشاشة الوجه، كما أنه كان حريصاً على زيارة رحمه، باراً مطيعاً بوالديه ، عاملاً بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، حريصاً على الصلاة في وقتها.
مشواره الجهادي
كانت فلسطين حاضرةً بقوة في وجدان "أحمد" فحرص كل الحرص على اللحاق بركب الأحرار، فبدأ أولى خطواته نحو العمل الجهادي بالتحاقه بصفوف وحدة التعبئة التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في عام 2018م ، فكان من الشباب المتميزين بالشجاعة والإقدام والقدرة على الإبداع والابتكار.
استشهاده
ففي الرابع عشر من شهر مايو لعام 2018، ارتقى شهيدنا أحمد الشاعر هو وأكثر من 55 شهيد ارتقوا في جميع أنحاء قطاع غزة في مجزرة مروعة ارتكبت بحق متظاهرين سلميين كان همهم وهدفهم رفع الظلم الواقع عليهم بفعل الاحتلال الصهيوني، لتكون شهادتهم دليل على تمسك شعبنا بحقه مهما كلفه ذلك من ثمن هو حياة أغلى ما يملكون على هذه الأرض التي باركها الله إلى يوم الدين.