الشهيد "عبد السلام رمضان أحمد": مجاهد عشق الجنان وحورها
الإعلام الحربي _ خاص
إن شهدائنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. فهم قدموا أرواحهم رخيصةً لله.. ولحماية كل ذرة من تراب فلسطين.. ورفعوا راية الوطن خفاقة عالية فما تزعزعوا وما تراجعوا.. صمدوا وقاتلوا واستبسلوا وما انهزموا.. فاستشهدوا لتمتزج دمائهم الطاهرة بثرى وطننا فلسطين.. ليشكّلوا لنا منارة مضيئة في سماء المجد.. ونموذجاً يحتذى به في العالم أجمع.
ميلاد مجاهد
موقع سرايا القدس استضاف عائلة الشهيد المجاهد "عبد السلام رمضان أحمد"، وبدأ الحديث مع والده الصابر عن نشأته وصفاته، حيث قال:" عبد السلام ولد بتاريخ 24/5/1991م، في عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، ونشأ وترعرع في عائلة كريمة مجاهدة، قدمت العديد من الشهداء والمجاهدين على طريق ذات الشوكة، كما أنه درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة خليل عويضة بعزبة بيت حانون، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة أحمد الشقيري وانتقل بعدها للتعليم المهني حيث تعلم مهنة ميكانيكي سيارات، ليكون معيلاً لأسرته التي تتكون من 7 أفراد وترتيبه الثاني بينهم، وهو متزوج ورزقه الله بولد أسماه محمد وبنت أسماها مريم".
تمنى الشهادة ونالها
وأضاف والد الشهيد: تميز الشهيد عبد السلام رحمه الله خلال فترات حياته بالجد والمثابرة وحب العمل، فنشأ على حب الدين والالتزام بقيمه وآدابه، فكان يتميز بحسنُ خلقه وصدق قوله، وكان على علاقة حميمة وطيبة مع والديه ويكن لهما كل التقدير والاحترام، وكان شاباً خلوقاً مؤدباً مع أهله وأشقائه، كما لم يكن يفارق أقاربه وحريصاً على صلة أرحامه، لا يغضب أحداً منه يحب الجميع والجميع يحبه، وكان يتمنى الشهادة بصدق ونالها بفضل الله عزوجل.
وتابع بالقول:" الشهيد عبدالسلام اختار هذا الطريق، وهو يعلم تماماً أن طريق الجهاد والمقاومة صعب وشائك، لكنه كان مصراً على مواصلته حتى نيل الشهادة مقبلاً غير مدبر، والإيمان بالله عزوجل، كان أحد الأسباب الرئيسة في ثباته في معركة صحية الفجر التي خاضتها سرايا القدس رداً على اغتيال قائد أركان المقاومة الشهيد بهاء أبو العطا".
عشق الجنان وحورها
"مؤمن" شقيق الشهيد عبد السلام أحمد تحدث لموقع السرايا عن العلاقة التي كانت تجمعه بشقيقه وقال:" علاقتي بأخي الشهيد عبد السلام علاقة حميمة كما التوأم دون سائر أشقائي، والحياة بالنسبة لي توقفت عند الساعة التي ارتقى فيها عبد السلام شهيداً، لكن ما يخفف ألمي وحزني أنه ارتقى شهيداً في سبيل الله كما أحب وتمنى".
وأضاف: كان متعلقاً بالجنة وحورها تعلقاً شديداً حيث انعكس ذلك بقوله أني شهيد وسوف استشهد وسأتزوج الحور العين كما وصف بأنه عاشق الجنان وحورها، وتأثر كثيراً باستشهاد قائده الذي تربى على يديه الشهيد محمد صالح المصري فكان دوماً معه أينما يذهب، وعاهد نفسه أن يبقى على العهد حتى لحق به شهيداً.
وأكمل شقيق الشهيد "عبد السلام أحمد" حديثه قائلاً :" أبرز ما ميز الشهيد عبدالسلام علاقته مع أسرته بالقوة والمتانة وحبه الكبير لهم وكان عطوفاً مع الجميع حريصاً على تماسك وترابط الأسرة، أما علاقته مع اخوانه في فصائل المقاومة وأصدقائه فكانت علاقة قوية وكان يجلس ويتسامر مع الجميع لا يفرق بين أحد، مما أهله بذلك للحصول على مرتبة رفيعة بين اخوانه.
مشواره الجهادي
"أبو الوليد" أحد مجاهدي الوحدة المدفعية لسرايا القدس وأحد رفقاء درب الشهيد "عبد السلام أحمد" تحدث لموقع السرايا عن أبرز المحطات الجهادية للشهيد فقال: " انتمى الشهيد "أبا محمد" رحمه الله لحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظفاره عام 2004م، وكان شديد الالتزام في المسجد الذي يعتبر محضن الرجال ومخرج المجاهدين، وفي العام 2007م التحق في صفوف سرايا القدس التي عشقها منذ صغره.
وأضاف: خضع شهيدنا عبد السلام للعديد من الدورات العسكرية أهلته لأن يكون مجاهداً يتقدم الصفوف الأولى في الرباط ، ونظراً لنشاطه وشجاعته المنقطعة النظير أصبح مجاهداً بارزاً في سلاح المدفعية لسرايا القدس، وكان لشهيدنا شرف المشاركة في الرباط والحراسة في سبيل الله، والتصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لشمال قطاع غزة، وقصف المواقع العسكرية الصهيونية المحاذية لشمال قطاع غزة بقذائف الهاون وصواريخ الـ 107، خلال المعارك التي خاضتها سرايا القدس.
موعد مع الشهادة
في مساء يوم الثلاثاء الموافق 12/11/2019م، كان شهيدنا المجاهد عبد السلام أحمد ورفيق دربه الشهيد المجاهد "عبدالله البلبيسي" على موعد مع الرحيل بعد تأديتهما واجبهما الجهادي بقصف مغتصبات غلاف غزة بعدد من قذائف الهاون وصواريخ الـ "107" رداً على العدوان الصهيوني الذي بدأ باغتيال القائد الكبير بهاء أبو العطا، حيث قامت طائرات الحقد الصهيوني باستهدافهما ليرتقيا شهيدين بإذن الله، ليسطرا بدمائهما أروع ملاحم البطولة والعزة والفداء.