الشهيد القائد "أحمد عبد الرحمن أبو حصيرة": أحد الأوائل الذين قاتلوا تحت لواء حركة الجهاد الإسلامي
الإعلام الحربي _ خاص
لم تكن أرض فلسطين المباركة بالشيء الهين في نفس القائد المؤسس "أحمد أبو حصيرة" فقد عشقها بوجدانه الطاهر فوهبها كل جهده ولم يبخل عليها بدفع حريته ثمناً لنيل حرية وطنه, ودخل احمد كغيره من أبطال فلسطين معترك مشروع التحرير الشامل وكان جاهزاً لبذل الغالي والنفيس لتحقيق الخلاص من دنس الأنجاس يهود خيبر شر من على الأرض من الناس.
(69 عاماً) قضاها الشهيد القائد المؤسس أحمد أبو حصيرة "أبو عبد الرحمن" مجاهداً صنديداً شهدت له كل الساحات والميادين رغم قسوة التضحيات، فقد كان من كبار المجاهدين في فلسطين وأحد الأوائل الذين قاتلوا تحت لواء حركة الجهاد الإسلامي.
موقع السرايا سيبحر اليوم في سطور وهي لا تكفيه للحديث عن القائد المؤسس أحمد عبد الرحمن أبو حصيرة "أبو عبد الرحمن"، والذي ارتقى إلى العلا فجر الأحد متأثرًا بإصابته بفايروس كورونا في مدينة غزة.
ميلاد قائد
ولد القائد المؤسس أحمد عبد الرحمن أبو حصيرة في مدينة غزة بتاريخ 25-12-1952م، وسط عائلة فلسطينية مجاهدة، فمنها تخرج الشهداء والأسرى والقادة، كان منهم شقيقه الأكبر الذي استشهد جراء إطلاق النار عليه من قبل الاحتلال بدم بارد على شاطئ بحر مدينة غزة وذلك عام 1972م.
درس القائد أحمد أبو حصيرة الابتدائية بمدرسة ذكور الشاطئ ، والإعدادية بمدرسة غزة الجديدة ، والثانوية بمدرسة فلسطين ، وحصل على شهادة التوجيهي أدبي بمعدل امتياز، ونظراً للأوضاع المعيشية الصعبة عمل مع والده وشقيقه في تجارة السمك في عامي 1968-1969م، للمساعدة في إعالة أسرته المكونة من ثماني أفراد ( 6 أبناء و 2 من البنات)، وهو متزوج وله طفلين وهما (نور وعبد الرحمن) أنجبهما بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م.
أولى الخلايا العسكرية
بدأ القائد أبو حصيرة جهاده مبكراً، حيث قاتل في صفوف قوات التحرير وتعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال بتاريخ 8-11-1971م، على خلفية مشاركته في قوات التحرير وإلقاء قنابل على سيارة عسكرية، وقضى خلال فترة الاعتقال هذه (8 أعوام) حيث أُفرج عنه عام 1979م.
قام الشهيد القائد أحمد أبو حصيرة بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية برفقة رفيق دربه الأسير المحرر محمد الحسني ضمن أولى الخلايا العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي منها عملية إلقاء قنابل يدوية على تجمع للجنود الصهاينة في سجن غزة المركزي (السرايا) وسط مدينة غزة عام 1982م، مما أدى لوقوع إصابات في صفوفهم، وكذلك عملية الساحة المشهورة وسط مدينة غزة عقب استشهاد مواطن من عائلة العكلوك على يد قوات الاحتلال.
تعرض القائد أحمد أبو حصيرة للاعتقال مرة ثانية في تاريخ 18-2-1986م، على خلفية تنفيذ العديد من العمليات ضمن أولى الخلايا العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وبعد مرور شهر على اعتقاله التقى القائد أبو حصيرة بالشهيد الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي وعدد من الأسرى منهم رفيق دربه الأسير المحرر القائد محمد الحسني في مختلف محطات السجن، ابتداء من الالتقاء في سجن غزة المركزي ثم في عسقلان.
حمل القائد المؤسس أبو عبد الرحمن رحمه الله الأفكار الجهادية في السجن خلال اعتقاله الأول، وانضم فعلياً لحركة الجهاد الإسلامي عام 1981م، وكان من مؤسسي الخلايا العسكرية للحركة وواحداً من أوائل الذين شاركوا في تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال ضمن صفوف الحركة.
تحرر القائد أحمد أبو حصيرة من سجون العدو الصهيوني بعد (26 عاماً) من الاعتقال في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م، وأمضى في سجون الاحتلال 34 عامًا على فترتين.
موعد مع الرحيل
فجر يوم الأحد 13 رمضان 1442هـ، الموافق 25-4-2021م، كان القائد المجاهد المؤسس أحمد عبر الرحمن أبو حصيرة على موعد مع الرحيل نحو العلا متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز (69 عاماً) قضاها مجاهداً صنديدا شهدت له كل الساحات والميادين.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذراعها العسكري سرايا القدس، القائد والمجاهد الكبير المؤسس، أحمد عبد الرحمن أبو حصيرة "أبو عبد الرحمن"، من كبار المجاهدين في فلسطين وأحد الأوائل الذين قاتلوا تحت لواء حركة الجهاد الإسلامي، وقد أمضى حياته مدافعاً عن القدس وفلسطين.
نسأل الله أن يكتب له أجر الشهداء، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.