واحة الخالدين/ الشهداء الجند/ الشهيد المجاهد: محمد أحمد نصر الله (المدهون)
الشهيد المجاهد
محمد أحمد نصر الله (المدهون)
تاريخ الميلاد: الأربعاء 25 ديسمبر 1996
تاريخ الاستشهاد: الجمعة 05 أغسطس 2022
المحافظة: الشمال
الحالة الاجتماعية: أعزب
سيرة
بيان
صور

الشهيد المجاهد "محمد أحمد نصر الله": طلب الشهادة بصدق فنال ما تمنى

الإعلام الحربي _ خاص

على بيادر هذه الأرض يعزف الدم ألحان الثورة والعنفوان، وفي سماء الأقصى يضيء الأحمر القاني مصابيح الفجر؛ لتكون نوراً للمجاهدين الأطهار، فيسلكوا عبر شعاعها طريق القدس حتى التحرير.

في حضرة العظماء الذين أضاؤوا طريق القدس بدمائهم، كم هو صعب أن تجتمع الكلمات والمفردات أمام مهجهم ونورهم، فمن رووا الأرض بدمائهم وحضنوا الأرض بأجسادهم، لا يمكن أن توفي أي عبارات أو كلمات حجم تضحياتهم، وتبلغ منازل الشهداء الذين امتشقوا سيف الحق في وجه الطغيان والاستكبار، وضربوا المحتل في مقتل، فكانت مقاومتهم مواسم عز ومجد.

شهيدنا -يا كرام- طيب الذكر، عرف واجبه تجاه دينه ووطنه، اختار طريق ذات الشوكة، فسلكه بكل يقين وعنفوان، لم يبخل يوماً على وطنه فغلَّب الواجب على الإمكان رغم ظروف الحياة الصعبة، إنه الشهيد المجاهد محمد أحمد عبد الفتاح نصر الله "المدهون".

الميلاد والنشأة

بتاريخ 25 ديسمبر 1996م، بزغ نور شهيدنا المجاهد محمد نصر الله لأسرة مجاهدة تتكون من الأب والأم و8 من الأبناء، وشاء القدر أن يكون محمد هو الثالث بين إخوته، تعود جذورها لمدينة المجدل المحتلة عام 48.

فتربى في كنف تلك الأسرة التي عاشت صور الوجع والقهر والظلم من الاحتلال، وحرصت على تنشئة أبنائها على حب فلسطين ومقاومة الاحتلال بكافة أشكاله؛ لينشأ شهيدنا محمد بين أزقة مخيم جباليا وعيناه ترنوا إلى الأراضي المحتلة، وتحقيق حلم العودة إلى بلده الأصلية "المجدل".

تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس المخيم، لتبدأ بعدها رحلة جديدة من حياته بالانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس.

يقول والد الشهيد محمد، خلال حديثه مع موقع السرايا، إن نجله منذ صغره كان يحب رياضة كرة القدم وكمال الأجسام، كما برز طموحه في دراسته، ويتفوق في مقاومة ومقارعة العدو الصهيوني، فكان مهتماً بدراسة تاريخ فلسطين وتاريخ الثورة الفلسطينية.

صفاته وأخلاقه

أما عن صفاته وأخلاقه، فأوضحت والدة الشهيد محمد، أن ابنها تحلى بالأخلاق الحميدة، وكان من الشباب الملتزم بالصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وحضور جلسات الذكر والعلم في المساجد، وكان أقرب الأبناء إليها، فهو دائم الحضور عندها، ويساعدها في كل الأعمال.

وتتابع الوالدة الصابرة، بدموع الحنين والشوق:" لم تلهِ محمد الدنيا عن بر الوالدين، فكان حاضراً في الألم والوجع والفرح والسرور، لم يغب يوماً عن حضن أمه، كان نعم الابن البار لوالديه، مصداقاً لقول الله عز وجل: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا".

وتضيف:" كان محمد واصلاً لرحمه، عطوفاً على الصغار يحترم الكبار، ويود القريب والبعيد".

وتكمل حديثها:" محمد كان شاباً استثنائياً ربطته علاقة قوية مع الجيران والأصدقاء والأقارب، لم أتلقى يوماً من الأيام شكوى على محمد؛ لأن تعامله كان بالأخلاق الإسلامية الممزوجة بالاحترام والحب والتقدير للغير، فكان الشاب الخدوم المساعد للأقارب والجيران في أفراحهم وأتراحهم".

مواقف لا تنسى

قصي أبو سخيلة صديق الشهيد محمد، بيَّن لموقع السرايا، أن للشهيد مواقف لا تنسى أو تسقط من الذاكرة لأنه كان نعم الأخ والصديق الذي لم يتوانَ للحظة واحدة عن مساعدة الأصحاب وتلبية طلباتهم، مؤكداً أنه كان نعم الصديق الذي يكتم السر، ويصون الأمانة، ومواقف كثيرة أوضحت أن الشهيد محمد كان صادقاً أميناً لم يخنها يوماً؛ لأنه تربى على الأخلاق الحميدة التي أوصى بها النبي -محمد صلَّ الله عليه وسلم-.

وأشار إلى أن الشهيد محمد كان يحدثنا عن الجهاد والمقاومة ومقارعة الاحتلال، وكان دائماً يوصي بالجهاد واحتضان المقاومة الفلسطينية، لذلك كان جميع أصدقائه فخورين به وبعمله المقاوم وبشهادته أيضاً.

وحول كيفية استقبال نبأ استشهاد محمد، قال:" كان خبر استشهاد محمد بمثابة صدمة كبيرة؛ لأنني فقدت أخاً وصديقاً لطالما كان بجانبي دائماً، واليوم فقدت سنداً لي بالحياة، وحتى هذه اللحظة ما زلت في حلم بأن محمد لم يمت".

مشواره الجهادي

وحول الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أوضح والد الشهيد أن محمد كان ملتزماً دائماً بالصلاة وقراءة القرآن في المساجد، وأحب طريق الجهاد والمقاومة، فكان له ما تمنى عندما انتمى لحركة الجهاد الإسلامي منذ ريعان شبابه، وكنا داعمين له بهذا الانتماء ولم نعارض يوماً هذا الانتماء، لأننا عائلة تربت على حب فلسطين والجهاد والمقاومة ومقارعة العدو الصهيوني أينما حل على أرض فلسطين.

كما كان الشهيد حريصاً كل الحرص على القراءة والتمعن في كل كلمة كتبها الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، فزاد فيه حب الانتماء لهذه الحركة العظيمة التي تقدم قبل الجند قادتها، وكذلك انعكس على حديثه مع إخوته وعائلته الذي امتزج دوماً بالحديث عن الدكتور الشقاقي وكلماته الخالدة التي تلامس الواقع الفلسطيني، وكان متأثراً بفكر وكلام الدكتور الشقاقي -رحمة الله عليه-.

فمنذ ريعان شبابه، وفي العام 2010م التحق الشهيد المجاهد محمد نصر الله بمدرسة الإيمان والوعي والثورة، والتزم مع إخوانه المجاهدين بالصلاة وجلسات العلم، وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وكان حريصاً على مشاركة إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي بالفعاليات التي تنظمها سواء على مستوى إقليم الشمال أو الأقاليم المركزية.

ونظراً لالتزامه الكبير وأخلاقه العالية وتمتعه بالكتمان والسرية، اختير ليكون أحد مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك في العام 2013م، ليكون أحد المجاهدين في وحدة المرابطين على الثغور بالقرب من السياج الزائل شمال وشرق المنطقة الشمالية لقطاع غزة.

وتلقى العديد من الدورات الجهادية العسكرية التي من شأنها أن ترفع وتطور من مستوى المجاهد في ميدان التضحية والفداء، بالإضافة إلى دورات عسكرية في الكوماندوز البحري، حيث عمل قبل استشهاده في الرصد البحري ضمن وحدة النخبة البحرية التابعة لسرايا القدس.

موعد مع الشهادة

بعد اعتقال الشيخ القائد بسام السعدي، أعلنت سرايا القدس الاستنفار والجهوزية التامة؛ للرد على الجريمة التي ارتكبت في جنين بحق القائد السعدي والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، كان الشهيد محمد المدهون ضمن الوحدات التي ترصد وتراقب تحركات الجيش الصهيوني في المناطق الشمالية لقطاع غزة، وإبلاغ قيادة سرايا القدس بكل جديد فيما يتعلق بالخط الزائل شمال القطاع.

وخلال عمل الشهيد في إحدى المراصد العسكرية باغتت قوات الاحتلال مراصد سرايا القدس فارتقى الشهيد محمد إلى العلا مقاما، خلال تأديته الواجب الحركي والوطني والديني، وهو يدافع ويحمي ثغراً من ثغور الوطن، وذلك بتاريخ 05/08/2022م خلال "معركة وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس ضد العدو الصهيوني، وقدمت فيها ثلة من قادتها ومجاهديها على طريق القدس والتحرير بعد حياة مباركة حافلة بالعطاء والجهاد والتضحية في سبيل الله.

"وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"

سرايا القدس تزف ثلة من قادتها ومجاهديها ارتقوا خلال معركة "وحدة الساحات" البطولية

بيان عسكري صادر عن سرايا القدس

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"

بيان عسكري صادر عن سرايا القدس

سرايا القدس تزف ثلة من قادتها ومجاهديها ارتقوا خلال معركة "وحدة الساحات" البطولية

بكل آيات الجهاد والانتصار تزف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ثلة مكونة من اثني عشر قمراً من قادتها ومجاهديها الميامين، الذين ارتقوا في معركة "وحدة الساحات" البطولية، وقدموا أرواحهم فداءً وكرامةً للإنسان الفلسطيني ووقفوا في وجه العربدة والصلف الصهيونيين.

إن ارتقاء شهدائنا الأبرار جاء ليؤكد على حضور معادلة الواجب فوق الإمكان في الفعل والوعي الثوري لدى أبطالنا الذين أدوا واجبهم الجهادي خلال معركة وحدة الساحات التي جاءت إيماناً بوجوب الحفاظ على منجزات سيف القدس عبر ترابط الجبهات وعدم السماح بالاستفراد بجزء من كل فلسطين، ولصد العدوان الذي بدأه العدو بحق قادتنا ومجاهدينا وهم:

الشهيد القائد الكبير/ تيسير محمود محمد الجعبري (50 عاماً) لواء غزة

عضو المجلس العسكري ومسؤول المنطقة الشمالية

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

الشهيد القائد الكبير/ خالد سعيد شحادة منصور (47 عاماً) لواء رفح

عضو المجلس العسكري ومسؤول المنطقة الجنوبية

تاريخ الاستشهاد: 6- 8- 2022م

الشهيد القائد/ رأفت صالح إبراهيم الزاملي (41 عاماً) لواء رفح

تاريخ الاستشهاد: 6- 8- 2022م

الشهيد القائد/ سلامة محارب عبد الله عابد ( 41 عاماً) لواء غزة

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

الشهيد القائد/ زياد أحمد خليل المدلل (35 عاماً) لواء رفح

تاريخ الاستشهاد: 6- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ محمد حسن موسى البيوك (36 عاماً) لواء خانيونس

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ فضل مصطفى جريو زعرب (29 عاماً) لواء خانيونس

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ تميم غسان عبد الله حجازي (28 عاماً) لواء خانيونس

تاريخ الاستشهاد: 6- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ أسامة عبد الرحمن حسين الصوري (28 عاماً) لواء خانيونس

تاريخ الاستشهاد: 6- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ أحمد مازن محمود عزام (25 عاماً) لواء غزة

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ يوسف سلمان محمد  قدوم (24 عاماً) لواء غزة

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

الشهيد المجاهد/ محمد أحمد عبد الفتاح نصر الله "المدهون" (26 عاماً) لواء شمال غزة

تاريخ الاستشهاد: 5- 8- 2022م

ليمضوا إلى ربهم بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، نحسبهم من الشهداء ولا نزكي على الله أحداً.

إن دماء الشهداء ستبقى سراجاً منيراً للمجاهدين نحو درب العزة والكرامة، درب القدس والأقصى المحرر، ونعاهدهم وكل الشهداء بأن نقتفي ذات الأثر بالمضي قدماً في نهج المقاومة حتى تحرير كامل فلسطين الحبيبة.

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،

سرايا القدس

الاثنين 10 محرم 1444 هـ

الموافق 8 - 8- 2022م