الشهيد المجاهد "عبد الباسط أحمد أبو حسين": غادرنا وريحه تهب مع كل قطرة دم
الإعلام الحربي _ خاص
لولا استشهاده لما علم أحد بانخراطه في العمل الجهادي، كيف لا وهو الشهيد الكتوم الذي عرفته أزقة الخليل وأحراش ضفة الأحرار، إنه الشهيد المجاهد عبد الباسط أحمد أبو حسين غادرنا ولم يزل ريحه يهب مع كل قطرة دم تقطر على هذه الأرض الطيبة.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد عبد الباسط أحمد أبو حسين (أبو سنينة) في 10 سبتمبر (أيلول) 1971م بمدينة الخليل شمال الضفة الغربية، فتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي فيها إلى أن بلغ الخامسة عشرة من عمره حيث اضطر لترك مقاعد الدراسة واللجوء إلى العمل بدافع المساعدة في توفير قوت أسرته.
عُرف عن الشهيد المجاهد عبد الباسط أنه طالب مجتهد ومحب للعلم غير أن الظروف لم تساعده على مواصلة مشواره التعليمي، فاشتغل عاماً في ورش البناء بمدينة الخليل ومناطق أخرى من مدن الضفة الغربية.
تربى شهيدنا الفارس عبد الباسط على موائد القرآن كما تقول إحدى شقيقاته التي تصغره سنًا، وترتيبه الخامس في أسرته البسيطة، تزوج شهيدنا المجاهد عبد الباسط من فتاة صابرة محتسبة.
صفاته وأخلاقه
يشير رفاق وأصدقاء الشهيد المقدام عبد الباسط إلى أنه مثال يحتذى في الأخلاق وحسن الصيت والسمعة خاصة أنه اعتاد أن يرتاد المساجد منذ نعومة أظافره مؤكدين على التزامه وإنصاته دومًا لدروس الوعظ والخطب الدينية التي تحث على الجهاد في سبيل الله وتدعو للمقاومة حتى دحر الاحتلال عن كامل التراب الفلسطيني.
تشير زوجة الشهيد المجاهد عبد الباسط التي رافقته على مدار عام ونصف إلى أنه خلوق ومؤدب، وتعتز بحيائه وأدبه حيث حظي بحب الجميع من أقرباء وأصدقاء وجيران وأصهار.
زوجة الشهيد أشارت أيضًا إلى تواضعه الشديد وميله المستمر في أوقات الفراغ لممارسة هواية المطالعة والكتابة، وتشير إلى قدرته على الكتابة بأسلوب سلس وجميل رغم تركه مقاعد الدراسة في وقت مبكر من العمر.
مشواره الجهادي
لشدة حرص شهيدنا الفارس عبد الباسط على التكتم والسرية الكاملة في العمل الجهادي، لم تعلم زوجته أنه منخرط في العمل العسكري ضد الاحتلال إلا قبل نحو عام من استشهاده، وقد تفاجأت حينها بذلك كما قالت.
وتضيف الزوجة وهي محزونة على فراقه:" إنه شديد الحرص على أن يواصل مشوار الجهاد في سرية تامة بعيدًا عن أعين الجيران والأقرباء".
أما رفاق درب الشهيد المجاهد عبد الباسط من أبناء حركة الجهاد الإسلامي فأكدوا أنه انخرط في الحركة منذ مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000م مؤكدين عشقه للشهادة والجهاد في سبيل الله.
المشاهد التي رآها الشهيد الفارس عبد الباسط منذ طفولته من ظلم واضطهاد على يد الاحتلال واشتداد ممارساتهم بحق المواطنين البسطاء جعلته دومًا يفكر في الانتقام من أعداء الله (اليهود).
وكما يروي رفاق الدرب فإن الشهيد المجاهد عبد الباسط حرص على الالتحاق بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بعد فترة بسيطة من انخراطه في صفوف الحركة لسعيه نيل الشهادة في سبيل الله والوطن.
وأشاروا إلى أنه ولنشاطه العسكري تعرض للملاحقة والمطاردة على يد الاحتلال، أما شقيقته فتقول:" اعتاد الاحتلال أن يقتحم منزلنا بشكل دوري بحثًا عن أخي عبد الباسط متوعدًا الأسرة بتهديد ووعيد"، وأكدت أنه استطاع أن يفلت من كمائن الاحتلال بلطف الله سبحانه أكثر من مرة غير أن المرة الأخيرة وضعت حدًا لمشوار قائد عظيم ومجاهد عنيد.
موعد مع الشهادة
يوم الجمعة الذي صادف 14 ديسمبر (كانون الأول) 2001م، أي بعد نحو عام من انخراطه في العمل العسكري تعرض الشهيد الفذ عبد الباسط أبو حسين إلى كمين محكم من قبل قوات الاحتلال أمام المستشفى الأهلي بالخليل، دار على إثره اشتباك عنيف بينه وبين الجنود الذين رشقوه بعشرات الأعيرة النارية الأمر الذي أدى إلى استشهاده ومعه رفيق دربه وزميل المقاومة والجهاد الشهيد أسعد أبو سنينة.
وتقول زوجة الشهيد المجاهد عبد الباسط التي لم يكتب لها أن تنجب منه إن الخبر نزل كالصاعقة على آذانهم حيث إنها تفاجأت بذلك، وسقطت مغشيًا عليها كما هو حال باقي أفراد أسرته الذين لم يحتملوا وقع الصدمة.
خرجت بعدها مدينة الخليل عن بكرة أبيها تودع فارسها البطل الذي رحل مخلفًا وراءه جيلاً فريداً يحمل هم الوطن ويدافع عن كرامته.