الشهيد المجاهد "زكريا نبيل الكفافي": حياة ملؤها جهاد وعشق للشهادة
الإعلام الحربي _ خاص
لم يكن أحد يتوقع رحيلك بهذه السرعة أيها الحبيب..والله لقد كنا ننتظر خبر استشهادك في عملية اجتياح أو عملية استشهادية ولكن قدر الله يا حبيب القلوب حال دون ذلك، اشتياقك للجنان عجل لك ما تريد، تفقد شوارع مخيم البريج ستفقدك نقاط الرباط أيها المجاهد الخلوق، يا صاحب الصمت العجيب يا صاحب الأخلاق الحسنة، ما زلنا نذكرك أيها الحبيب في آخر جلسة قبل استشهادك بساعات وأنت تزين المجلس بضحكاتك الرائعة والله لقد كنت ضحوكاً بشوشا في وجه إخوانك، رغم أن العيون دمعت والقلوب تألمت نقول إن الهمم ولله الحمد والمنة تعالت وتسامت.. رحمك الله أخي الحبيب .
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد زكريا نبيل أحمد الكفافي بتاريخ / 28/6/1990م، في مخيم البريج وسط قطاع غزة وتعود بلدته الأصلية يافا المحتلة والتي هجرهم منها الاحتلال الغاصب عام 1948م فكل لعائلة قدرها العناء من هذه النكبة التي أصابت أبناء فلسطين، تلقى تعليمية في المرحلتين والابتدائية والإعدادية في مدارس البريج التابعة لوكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، ودرس الثانوية العامة (أدبي) في مدرسة فتحي البلعاوي الثانوية للبنين.
نشأ شهيدنا المجاهد زكريا بين أحضان أسرة ملتزمة دينياً ووطنياً وعاشت شعور الانتماء للإسلام والمسلمين ولهذا الوطن فلسطين، والذي تأثر بها شهيدنا وبشهدائها حيث قدمت العائلة العديد من الشهداء منهم ..محمود كايد الكفافي، مصباح أحمد الكفافي وشهداء انتفاضة الأقصى وكان جد الشهيد زكريا (أحمد محمد الكفافي) يعمل ضمن الثوار سنة 1973 في فلسطين.
صفاته وأخلاقه
تميز الشهيد المجاهد زكريا الكفافي من بين إخوته بالطاعة والحنان على والدية واتصف بأخلاقه الرفيعة، كان مهذب وحسن المعاملة مع الآخرين مداوم علي صلواته وخصوصاً صلاة الفجر في مسجد الصفاء (شارع الشهداء) وكان الشهيد زكريا علاقة طيبة جداً مع إخوانه وجيرانه وأبناء الحي الذي كان يسكن فيه وكان يساعد إخوته والديه في جميع الأشياء التي كانت تعيل الأسرة الطيبة كان دائما يحب مساعدة الآخرين وخاصةً الأهل والأقارب، كان محبوباً لدى أصدقائه .
مشواره الجهادي
التحق شهيدنا المجاهد زكريا الكفافي في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في بداية انتفاضة المباركة في عام 2000م, تربى على موائد الأيمان وعي والثورة, موائد الإسلام الجهادي العظيم, حيث شارك في العمل السياسي وفي تشكيل الآسر التنظيمية، وشارك في جميع الفعاليات والمناسبات الحركية والتحق في صفوف سرايا القدس في أواخر عام 2004م مع مجموعات الشهيد القائد أيمن فايد أبو عبد الله، وشارك الشهيد المجاهد في التصدي لمعظم الإجتياحات من اللحظة التي أنظم بها للجناح العسكري سرايا القدس لحركة الجهاد الإسلامي حتى استشهاده مع رفيق دربه أيمن فايد أبو عبد الله ونجله علي فايد.
استشهاده
التحق الشهيد بركب الشهداء أثر عملية القصف الغادر لمنزل القائد أيمن فايد أبو عبد الله في مساء يوم الجمعة الموافق 15/2/2008م ووجد شهيدنا تحت أنقاض المنزل.
مقتطفاً من وصية الشهيد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ورائد المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… أما بعد،، يقول الله تعالى بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
إخواني في الله وأصدقائي
إن بركة دماء الشهداء الأطهار التي أراها أمامي هي التي دفعتني أن أفهم حديث رسول الله وودت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل وأوصيكم أن تسيروا علي هذا الدرب وان لا تجعلوا العدو يهنئ في العيشة ساعة .
يا جماهير شعبنا المجاهد:
في ظل المؤامرات كل المؤامرات والتي تُحاك وتدار في حالك الظلمات وفي ظل الوعود الكاذبة، وفي الوقت الذي يعربد فيه الطُغات ويتكالب العالم كل العالم على هذا الشعب المستضعف، يتقدم الشهداء ليرووا بدمائهم الزكية أرض الوطن الغالي، ويقدموا أسمى آيات التضحية في سبيل الله تعالى، وأقول أحبتي إن المرحلة القادمة ستثبت للجميع أن وحدة الدماء ستهزم كل سيوف العالم من الكفرة والظلمة والعملاء.