الشهيد المجاهد "عادل محمد جندية": سَطَّر بدمائه ملاحم العزّ والكبريـاء
الإعلام الحربي – خاص
يا أيها العظماء.. يا أيها السالكون معارج السماء لم تغيبوا.. نراكم هنا والصورة في منتهى النقاء أشرقوا من عليائكم وانظروا الينا نعتمر أكاليل الغار.. وعدوكم مذا ارتفعتم ما زال يهوي من انكسار إلى انكسار.
هم قلاع شامخة بتواضعهم.. اسود الميدان بعزيمتهم.. هم أقوى من الفولاذ.. وأصلب من الصخر.. عقيدتهم ثابتة.. الإيمان في صدورهم.. التقوى والحياء صفتهم لا تلين عزيمتهم ولا تنحرف بوصلتهم عن فكرهم القدس هدفهم.. وفلسطين من النهر للبحر مطلبهم وحقهم الوحيد والمقــّدس.
ميلاد مجاهد
ولد شهيدنا المجاهد "عادل محمد جندية" بتاريخ 13-12-1982 م ، وتنقل بدراسته بين الابتدائية والإعدادية في مدراس منطقة المنصورة، ليحصل على شهادة الدراسة الثانوية "توجيهي"، حيث أنه كان متميزاً في هذا الجانب من حياته العلمية التي لم يتوانى في أن يكون متميزاً أيضاً في حياته العملية .
تربى شهيدنا المجاهد في أحضان أسرة فلسطينية كريمة مؤمنة محافظة ، وسط وجود أم صابرة محتسبة ربته على حب الله ودينه وحب الوطن ، كما تزوج شهيدنا المجاهد"أبو عثمان" ليرزقه الله تعالى بعدد من الأبناء وهم " عثمان، عمر، حمزة" .
صفاته وأخلاقه
عرف الشهيد المجاهد "عادل جندية" بحبه للإسلام وأهله، فكان مثال المسلم الملتزم بصلاته في المسجد ومنالمحافظين على صلاة الجماعة في مسجد الدكتور فتحي الشقاقي..
كان الشهيد المجاهد "عادل" دائم التفقد لأصدقائه واخوانه، ويحرص أن تكون علاقته بالجميع طيبة وممتازة، وعرف الشهيد المجاهد "ابو عثمان" بابتسامته الدائمة، وحبه الجم للكبير والصغير، وحرصه على عدم إغضاب الآخرين. وعطفه الشديد على الفقراء والمساكين، فكان كريماً جداً معهم.
تميزالشهيد المجاهد "عادل" بحبه الشديد للعمل الحركي، فكان من المخلصينلحركته، ولا يتوانى أن يبادر بتدبير المال اللازم للعمل ولو من ماله الخاص في سبيلإنجاح العمل وسرعة إنجازه.
تمتع الشهيد المجاهد "عادل جندية" بحس أمني ، فقد التواضع صفته، والكتمان ميزته، والثرثرة أمر يكرهه، والإخلاص في العملسمة لا تفارقه. وكان الشهيد المجاهد "أبو عثمان" ذو مواقف رجولية وشجاعة.
درب الجهاد
التحق شهيدنا المجاهد في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري "سرايا القدس" في بداية العام 2001 حيث تربى وترعرع على أيدي كوادر وقيادة الجهاد الإسلامي في مسجد فتحي الشقاقي في منطقته , حيث كان من أنشط المجاهدين وأبرزهم آن ذاك .
كان مشوار شهيدنا المجاهد الجهادي الحافل بالإبداع والتميز برفقة أخيه الشهيد "عثمان"رحمه الله , حيث أن أبرز ما تحلت شخصية شهيدنا الهمام ،الصدق والجدية والسرية والإقدام والشجاعة , حيث كان لايكل ولا يمل حيناً برصد العدو وضربه وحيناً آخر بقصف المغتصبات الصهيونية ليصبح عنواناً للعطاء وقائداً يحتذي به لينتهي به المطاف بـكنية " أسد المواجهة ".
كان شهدينا الفارس صاحب مقولة و شعار"إما نصر وإما شهادة" ليكون المدافع الشجاع وليشتاق أكثر لجنان الرحمن ، تميز شهيدنا "أبو عثمان" بعمله العسكري بالكتمان والسرية ، مقتدياً بقول الهادي المصطفى "استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان" ، حيث أنه تعرض للمخاطرة والاستهداف على الدوام .
حيث أن فقدانه لشقيقه "عثمان" لم يكن إلا دافعاً وحافزاً له للاستمرار على نهج الشقاقي المعلم , حيث تحقق لشهيدنا النصر في العديد من المهام الصاروخية والعمليات الاستشهادية والبطولية .
المهام الجهادية
كُتب لعادل النصر في عشرات التصديات للاجتياحات الصهيونية في الشجاعية والزيتون وجباليا، حيث كان النصر حليفه وإخوانه في مهمة استهداف إحدى الدبابات الصهيونية على طريق نتساريم في عام 2003"، كما أشرف على إطلاق العديد من صواريخ القدس المباركة ، إضافة إلى إطلاق العديد من قذائف الهاون وقذائف الـ "RBG" تجاه اهداف صهيونية.
كما أنه قام بمشاركة إخوانه في الجهاز العسكري "سرايا القدس" بمهام التجهيز والتخطيط والتنسيق لعملية "الصيف الساخن" التي قتل وأصيب فيها عدد من الجنود الصهاينة ، نال شهدينا شرف المشاركة بالتخطيط لعملية موقع "ميجن" العسكري عام 2007 ودعم الاستشهاديين أثناء الاقتحام.
لم يكل ولم يتعب فارسنا الهصور في مشاركة إخوانه المجاهدين في حفر الأنفاق والاستعداد للمواجهة حتى أخر لحظة من استشهاده.
رحلة الخلود
ارتقى شهيدتا المجاهد إلى علياء المجد والخلود مساء يوم الأربعاء، الموافق 23/2/2011 ، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في القصف الصهيوني الذي استهدف مجموعة من مجاهدي السرايا خلال تصديهم للتوغل الصهيوني شرق مدينة غزة.