الشهيد المجاهد "محمود ربيع عبد ربه": جهاد وعطاء.. تضحية وفداء
الإعلام الحربي _ خاص
الشهداء هم وجع هذه الأمة الممتدة من أقصى الشرق والجنوب إلى أقصى الغرب وشماله هم من يصنعون، الكرامة، ونلتحف بها نحن الفقراء إلى الله نلتحف بالدم المعبق برائحة المسك والياسمين لا نجد أفضل من الشهداء لأنهم كرامتنا وعزتنا ورمز صمودنا وتحدينا لكل طواغيت الأرض.
ولأننا مرابطين على أرض الكنانة فلسطين الحبيبة أرض الرباط إلي يوم قيام الساعة الشهداء هاماتهم تعانق قمم السماء بكل حب وحنان لأنهم عنوان الحقيقة والإباء وبدمائهم كشفوا زيف المعادلة مع بني صهيون. وما أجمله من رباط قدسي على أرض فلسطين بلد من بلاد الشام الحبيبة.
إننا نلتقي اليوم في ظلال فارس جديد من فرسان الإيمان والوعي والثورة إنه الشهيد المجاهد: محمود ربيع عبد ربه.
الميلاد والنشأة
محمود ربيع عبد الله عبد ربه، أبصرت عيناه النور بتاريخ 4/9/1982م، في بلدة جباليا، في حي عزبة عبد ربه، ترعرع شهيدنا في ظل أسرة مؤمنة بدينها وقدرها، مكونة من أحد عشر فردا هم مجموع إخوانه، وكان ترتيبه الثالث بينهم، فكان نعم الابن لوالديه، ونعم الأخ لإخوانه.
درس شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة الرافعي بجباليا البلد، ومن ثم انتقل للدراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة أسامة بن زيد ولم يشأ القدر أن يستكمل شهيدنا دراسته ولكنه التحق بإحدى المصانع للغزل والنسيج وأتقن حرفة الخياطة وليعمل بهذا المجال ليساعد أسرته والده في تحمل جزء من المسئولية من مشاق ومتاعب الحياة.
تزوج شهيدنا في عام 2003م وليبدأ رحلة أخرى بلون آخر من ألوان الحياة الشاقة من زوجته الصابرة المؤمنة بقضاء الله وقدره كانت تتحمل جزء من مهام زوجها لتخفف عنه المتاعب والأوجاع كانت تشاركه في مهماته الجهادية رزقه الله منها بثلاثة من الأبناء.
تميز شهيدنا بالكتمان وحب الطاعة والتزام القرار التنظيمي داخل حركته حركة الجهاد الإسلامي، كما كان رحيم القلب حنونا بأبنائه ووالديه، كما كان يحب الرباط في سبيل الله كان شديد الحرص على أداء الصلاة في مواعيدها وخاصة صلاة الفجر والعشاء وأوصى أهله وأبناءه وكل من يعرفه بالتزام الصلاة في المسجد.
مشواره الجهادي
تحديداً في عام 2004م، التحق شهيدنا في صفوف حركة الجهاد الإسلامي والتزم ببرنامج الحركة الثقافي والفكري حيث كان عضوا أسرة تنظيمية داخل منطقته منطقة الجرن و"زمو"، بعد مرور عام التحق بصفوف الجناح العسكري سرايا القدس وعمل داخل وحدة ضرب الصواريخ وفي الاجتياح الصهيوني الأخير لشرق غزة "زمو" تصدى شهيدنا مع إخوانه المجاهدين للقوات الخاصة في عزبة عبد ربه وكما عمل مرشداً للمقاومة الباسلة وكان يرصد تحركات العدو وقواته الخاصة أثر على نفسه وضحى بها من أجل رفع راية الإسلام.
الاستشهاد والشهادة
في يوم 1/3/2008م حيث الاجتياح الصهيوني ودخول القوات الخاصة شرق مخيم جباليا حيث كان شهيدنا يتصدى للقوات الخاصة في عزبة "زمو" مع المقاومين وكان يعمل شهيدنا مرشدا للمقاومة ويدلهم على القوات الخاصة وبينما كان يتجول ويتحرك في ميدان المعركة رصده قناص صهيوني، فباغته بطلق ناري أصيب خلالها على الفور ونقل على أثر إصابته الخطيرة إلى مشافى جمهورية مصر العربية، فاستشهد بعد 26 يوما من إصابته وخرجت روحه الطاهرة في جمهورية مصر العربية بتاريخ 26/3/2008م رحل الفارس عن صهوة جواده ليلتحق بركب الشهداء والقادة وبرفاق الدرب الشهداء مصلح صالح ، غسان عبد ربه ، وحسين البطش وكل شهداء أمتنا وشعبنا العربي المسلم.