الشهيد المجاهد "مراد سليمان مرشود": أتقن التخطيط للعمليات الاستشهادية
الإعلام الحربي _ خاص
عــاش فــترة ليســت بالطويلــة، ولكنــه في وقــت محــدود اســتطاع أن يفــرض معادلــة جديــدة: المجــزرة تقابلهــا عمليــة في العمــق، فأصبــح هــم اســتخبارات الكيــان كيــف يقضــون علــى هــذا المجاهــد الــذي إن أراد أن يوجــع أو يثخــن فيهــم فعــل بــكل ســهولة فهــو رجــل آمــن بــأن اللــه وعــد عبــاده المؤمنــين بالنصــر والتمكــين.
الميلاد والنشأة
ولــد الشــهيد المجاهــد مــراد ســليمان مرشــود في مخيــم بلاطــة بمحافظــة نابلــس في 23 فبرايــر (شــباط) 1981م لأسرة مجاهــدة قدمــت الكثيــر مــن التضحيــات، مكونــة مــن والديــه وســتة إخــوة وخمــس بنــات، اثنــان أكبــر منــه في ســجون الاحتــلال أحدهــم محكــوم عليــه 28 ســنة والآخــر 12 ســنة، والأصغــر منــه نفــذ عمليــة استشــهادية.
تلقــى شــهيدنا المجاهــد مــراد تعليمــه للمرحلــة الابتدائيــة والإعداديــة في مخيــم بلاطــة، ثــم تــرك الدراســة وقــرر أن يعمــل ليســاعد والــده بالمعيشــة فتعلــم فــن الحلاقــة وعمــل في صالــون حلاقــة للرجــال.
صفاته وأخلاقه
واظــب شــهيدنا المجاهــد مــراد مرشــود علــى الصــلاة منــذ نعومــة أظافــره وحــرص علــى الخيــر، تمتــع بعلاقــات اجتماعيــة طيبة وجمعتــه المحبــة مــع أهلــه وأقاربــه وجيرانــه.
صفاتــه الطيبــة جعلتــه يكســب حــب مــن حولــه، حتــى علاقتــه بإخوانــه وأخواتــه جعلهــا مميــزة بحنانــه وعطفــه عليهــم ومعاملتــه الطيبــة لهــم فجــاء فراقــه كانتــزاع قلوبهــم بالنســبة لهــم.
مشواره الجهادي
حينــما اندلعــت انتفاضــة الأقصــى وبــدت مشــاهد القتــل تظهــر علــى التلفــاز قــرر الانتقــام، فصــار شــهينا المجاهــد مــراد يذهــب يوميــا إلى المواجهــات مــع جنــود الاحتــلال.
وفي يــوم أصيــب بعيــار نــاري في قدمــه وعلــى إثــر إصابتــه نقلــوه إلى المستشــفى، وبعدمــا انتهــى مــن العــلاج رجــع إلى المواجهــات فشــاهده رجــال الإســعاف فقالــوا لــه: "لم أتيــت وأنــت بحاجــة للراحــة؟ عــد للمنــزل"، فرفــض وبــإصرار وقــال لهــم: "ســوف أبقــى حتــى آخــر قطــرة في دمــي أو دحــر الاحتــلال مــن أرضنــا".
في إحــدى الأيــام ذهــب شــهيدنا الفــارس مــراد لزيــارة صديــق لــه في ســجن نابلــس للســلطة، وعــن طريــق الصدفــة التقــى بالشــهيد القائــد محمــود طوالبــة قائــد سرايــا القــدس في الضفــة الغربيــة فأصبحــا صديقــين، وبعــد ذلــك صــار يذهــب إليــه يــزوره بشــكل يومــي، وفي يــوم عــرض الشــهيد القائــد محمــود طوالبــة عليــه أن يخرجــه مــن الســجن ووضعــا خطــة وقــد تمكنــوا مــن تنفيــذ المهمــة بنجــاح.
نشــط شــهيدنا الفــارس مــراد في زرع العبــوات وقــام بتفجيــر دبابتــين مــا جعلــه مطلوبــا لجيــش الاحتــلال فداهمــوا منزلــه وعندمــا لم يجــدوه حطمــوا محتوياتــه وخطفــوا ابــن أخيــه مــن حضــن أمــه.
قــرر شــهيدنا المجاهــد مــراد تجهيــز وإرســال الاستشــهادي مهنــد أبــو زور وأدخلــه إلى مغتصبة شــافي شــمعون القريبة مــن نابلــس بتاريــخ 13 مــارس (آذار) 2002م.
وبعــد مــرور أســبوعين قــرر أن يجهــز استشــهاديا آخــر، وكان هــذه المــرة شــقيقه الشــهيد المجاهــد عــلاء الــذي نفــذ عمليــة الجيــب العســكري علــى حــدود بيســان شــمال طولكــرم، وبعــد مــرور شــهر جهــز الاستشــهاديين محمــد عطــا اللــه وإبراهيــم الناجــي في عمليــة مزدوجــة في العمــق الصهيــوني وســط مدينــة تــل الربيــع المحتلــة بتاريــخ 17 يوليــو (تمــوز) 2002م أحدثــت ضجــة كبيــرة فقــرر الاختفــاء قليــلا فذهــب إلى بلــدة جبــع بمحافظــة جنــين، ولكنــه لم يســتطع الصبــر بســبب المجــازر التــي يرتكبهــا الاحتــلال فقــرر إرســال استشــهادي آخــر هــو الشــهيد المجاهــد محمــد الأصفــر الــذي نفــذ العمليــة في الخضيــرة بتاريــخ 5 أغســطس (آب) 2002م ورجــع إلى بلــدة جبــع حتــى اغتيــل هنــاك بعــد عمليــة الخضيــرة بيــوم واحــد.
موعد مع الشهادة
علــى إثــر نشــاطه العســكري ووقوفــه خلــف العديــد مــن العمليــات الاستشــهادية في عمــق الأرض المحتلــة قــرر الاحتــلال الصهيــوني اغتيــال شــهيدنا المقــاوم مــراد، فــكل يــوم يعيشــه الشــهيد يخطــط فيــه لضربــة جديــدة توجــع هــذا الكيــان.
وفي 6 أغســطس (آب) 2002م ذهــب الشــهيد المجاهــد مــراد إلى مخيــم جنــين برفقــة الشــهيد المجاهــد عــلي العجوري، وفي الطريــق أصيــب الشــهيد المجاهــد عــلي بإرهــاق شــديد فاحتــاج لأن يــراه الطبيــب، فذهــب إلى المستشــفى ورافقــه الشــهيد المجاهــد مــراد وهنــاك تمكــن أحــد العمــلاء مــن رصــده، وبعــد عودتهــم إلى مخبئهــم في أحــد الجبــال قصــف المــكان بعــدد مــن الصواريــخ مــن قبــل طائــرات الاحتــلال الصهيــوني مــا أدى إلى استشــهاد الشــهيد المجاهــد مــراد علــى الفــور، ولم يتــم التعــرف عليــه إلا بعــد حــين؛ لأن جســده قــد تمــزق كــما أنهــم وجــدوا بحوزتــه خمــس هويــات مــزورة اســتعملها للتنقــل بــين المناطــق، حينــما تمكنــوا مــن التعــرف عليــه نقلــوا جثمانــه الطاهــر إلى مخيــم بلاطــة، وهنــاك ودعــه أهلــه وأحبابــه ودفنــوه في مقبــرة الشــهداء بالقــرب مــن قبــر الشــهيد المجاهــد محمــود الطيطــي كــما أوصى الشــهيد الفــارس مــراد رحمــه اللــه .