الشهيد القائد "أحمد فوزي أبو دوش": تدرج بالعمل الجهادي من الحجر إلى الرشاش
الإعلام الحربي _ خاص
"اتباعًا لأوامر الله ورسوله ولإيماني العميق بهذا الطريق الذي فرض على كل مسلم ومسلمة وطمعًا في مرضاة الله وحبًا في جناته، من أجل الإسلام والأقصى وفلسطين، ومن أجل اليتامى والأرامل ومن أجل المستضعفين في كل العالم؛ سرت في هذا الطريق وأشهرت سلاحي في وجه هذا المحتل الغاصب للأقصى وفلسطين، أشهرت سلاحي في وجه حياة الذل والاستكبار"، كلمات تركها الشهيد القائد أحمد في وصيته تعبر عن دافع المجاهدين في فلسطين لمقاومة هذا المحتل الغاصب.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد القائد أحمد فوزي عبد اللطيف أبو دوش في قرية دورا إحدى قرى مدينة خليل الرحمن بتاريخ 28 فبراير (شباط) للعام 1978م، ونشأ في منزل والديه وتربى على تعاليم الدين الإسلامي وعلى حب الله وطاعته.
تلقى الشهيد المجاهد أحمد تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة صلاح الدين في دورا، لكنه لم يكمل دراسته بسبب انشغاله منذ صغره في فعاليات الانتفاضة الأولى.
صفاته وأخلاقه
تقول والدة الشهيد أم محمد:" تميز ابني أحمد بشهامته وكرمه وشجاعته ومروءته العالية، يكره النميمة والمغتابين، دائم الاستماع إلى القرآن الكريم، وقد أحب الأشرطة الإسلامية والدينية والتزم بالمساجد وخاصة مسجد دورا الكبير".
وتضيف:" أحمد أحب أولادي إلى والده، فمحبته لأحمد لا توازيها محبة لأي من أبنائه الثمانية ولا بناته الخمس"، كما أشارت إلى أن الشهيد المجاهد أحمد تدرج بالعمل منذ طفولته وحتى الرجولة، وله صولات وجولات مع جنود الاحتلال، وتقول أيضًا:" إن قوات الاحتلال كثيرًا ما بحثت عن أحمد".
وتابعت:" قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره منعه أشقاؤه ووالده من إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال خوفًا على حياته، وفي إحدى المرات ضربوه على يديه حتى تورمتا، ولكنه عاد بعدها وألقى الحجارة على اليهود، ولم يثنه الضرب ولا غيره عن هذا الطريق، بل زاده إصرارًا وعنادًا على مواصلته".
مشواره الجهادي
ثار الشهيد القائد أحمد أبو دوش على أرض خليل الرحمن وشارك بعنفوان في جميع أشكال الانتفاضة السلمية والعسكرية، يقول والده:" تدرج أحمد في العمل الجهادي من الحجر إلى الرشاش وصال وجال في حارات الخليل منذ صغره بدون أي انتماء سياسي".
مع انطلاق شرارة انتفاضة الأقصى المباركة انخرط الشهيد أحمد في صفوف المقاومة ضد الاحتلال وممارساته العدوانية بحق الوطن والمقدسات، وبدأ الشهيد بالاختفاء عن الأنظار مع اشتعال فتيل العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في المستوطنات الصهيونية، وكان يأتي إلى البيت في ساعات النهار ويختفي في ساعات الليل.
اختفى الشهيد القائد أحمد عن الأنظار كلياً بعد أن نفذت سرايا القدس عملية فدائية في مستوطنة (عتنائيل) المقامة على أراضي السموع قرب مدينة الخليل، وقتل فيها أربعة صهاينة وأصيب سبعة آخرون بجروح، حيث برز اسم الشهيد على أثرها كأحد الأعضاء البارزين في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (سرايا القدس)، وأحد المطلوبين على قائمة الاحتلال.
وكانت قوات الاحتلال تداهم منزلهم بين الحين والآخر وتقوم بأعمال عربدة وتكسير في كل مرة بحجة البحث عن الشهيد القائد أحمد، ثم هدم منزل عائلته الذي تقيم فيه 6 عائلات بعد عملية عتنائيل مباشرة.
واستناداً إلى المعلومات التي نقلت عن المقربين منه في العمل الجهادي التي أفادت بأن الشهيد أحمد شارك في صنع العبوات والأحزمة الناسفة، وقد جهز نفسه للقيام بعملية استشهادية انتقاما لأرواح الشهداء الذين اغتالتهم قوات الحرب الصهيونية إلا أنه استشهد قبل تنفيذها.
موعد مع الشهادة
أفادت الوالدة الصابرة أم محمد أنها تحدثت مع الشهيد القائد أحمد آخر مرة قبل شهرين من استشهاده، وقالت له:" سلم نفسك حتى نسلم وتسلم"، لكنه قال لها:" توقعي لي الشهادة حتى لو حاول جنود الاحتلال اعتقالي لن أسمح لهم بذلك حتى لو فجرت نفسي".
وظل الشهيد القائد أحمد أبو دوش مطارداً لقوات الاحتلال التي عجزت عن النيل منه على مر شهور عدة، وفي 16 سبتمبر (أيلول) من العام 2003م اختبئ الشهيد في أحد المنازل في حي (سنجر) في بلدة دورا قضاء الخليل، وعندما حاصر الجنود المنزل اكتشف الشهيد أحمد الأمر فقام بالهرب خشية على أهل المنزل، ولكن المنطقة كانت مدججة بالجنود فقاموا بإطلاق وابل كثيف من نيران أسلحتهم عليه ما أدى إلى استشهاده على الفور، وبحسب ما رواه والده:" فإن جنود الاحتلال أطلقوا النار على ساقيه ثم سحبوه وأطلقوا النار على رأسه وقد جاءت الرصاصة في المكان الذي تمنى الشهيد أحمد بنفسه أن تأتي فيه".
العدو يسلم جثمانه الطاهر
وكانت قوات الاحتلال قد سلمت جثمان الشهيد القائد أحمد ابو دوش بتاريخ 31-5-2012م، بعد أن احتجزت جثمانه الطاهر لمدة 9 أعوام بعد أن استشهد في عملية اغتيال صهيونية بتاريخ 16-9-2003م في الخليل.