«انتزاع الحرية».. إرادة الرجال تُسقط أقوى نظريات الوهم الصهيونية

الثلاثاء 06 سبتمبر 2022

الإعلام الحربي _ خاص

أشرقت شمس مثل هذا اليوم قبل عام بأشعةٍ ساطعة مختلفة عن كل يوم، لتداعب خيوطها 6 أبطال شاهدوها وكأنهم يروها لأول مرة بعد سنوات، بعد أن حررُوا أنفسهم بخطةٍ مُحكمةٍ استمرت لأشهر انتظاراً لهذه اللحظة الفارقة.

6/9/2021م.. يوم مشهود في تاريخ القضية الفلسطينية والذي لن يغيب عن الذاكرة، 6 أبطال انتزعوا حريتهم بعد أن حفروا نفقاً بأناملهم الصغيرة في سجن جلبوع الصهيوني الأكثر تحصيناً وأمناً، ونجحوا في انتزاع حريتهم وأذاقوا الاحتلال مرارة البحث عنهم لعدة أيام قبل الوصول لهم.

تحٍل اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/ أيلول الذكرى الأولى لانتزاع ستة أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن جلبوع الصهيوني بعد حفرهم نفقاً من زنزانتهم بأدوات معدنية بسيطة، في عملية وجهت ضربة قاسية لأجهزة الأمن الصهيونية وأذهلت العالم.

وأبطال كتيبة جنين، هم الأسرى القادة: محمود عارضة، أمير أسرى حركة الجهاد الإسلامي في "جلبوع"، ومحمد عارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كمامجي، ومناضل انفيعات، وخمستهم ينتمون للجهاد، فيما زكريا الزبيدي، ينتمي لحركة فتح، وجميعهم من جنين.

تفاصيل العملية

استغرق الأسرى الستة مدة 9 أشهر في عملية الحفر تحت الأرض بما توفر من أدوات حادة ليصلوا حتى بُعد 25 متراً تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن.

وصرّف الأسرى التراب المحفور في دورة المياه والمواسير والتي سُدّت أحياناً وهو الأمر الذي كاد أن يعطّل مواصلة العمل على حفر النفق لئلا يُكشف أمرهم.

وحفر الأسرى النفق في ظروف ليست طبيعية في عمق الأرض، بحيث ينخفض مستوى الأكسجين ولا تتوفر الإضاءة والمعدات اللازمة لذلك.

ونجحوا بالخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سم في مراحيض غرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن "جلبوع" الذي بُني عام 2004م وهو يُصنّف بالأكثر تشديدًا وتحصينًا.

وتمكّن الأسرى الستة من فجر يوم الإثنين (01:50 فجرًا) 6 أيلول/ سبتمبر 2021، من تنفس الحرية والخروج من الحفرة بعد أسوار السجن الذي لُقّب "بالخزنة" لشدة إحكامه.

ونجحوا بهذا الأمر رغم أن برج المراقبة يتمترس تماماً فوق فوّهة الحفرة، إلا أن أحدًا لم يلحظهم، ولم يرصد مراقب الشاشات تحرك الأسرى بمحيط أسوار السجن، والكلاب الشرطوية لم تنبح كذلك.

وعقب اكتشاف أمرهم، شرعت قوات الاحتلال في حملة تمشيط واسعة، بحثاً عنهم وسعياً لإعادة اعتقالهم، وخلال فشلٍ استخباراتي وبعد أيام من المطاردة امتدت لنحو أسبوعين تمكن جنود الاحتلال من اعتقال أبطال عملية انتزاع الحرية على دفعات.

من هم أسرى انتزاع الحرية؟

- محمود عبد الله عارضة (47 عاما) قائد ومهندس عملية انتزاع الحرية، من بلدة عرابة جنوب جنين والمحكوم بالسجن مؤبد و15 عاماً، أمضى في سجون الاحتلال (29 عامًا ونصف) فقد سبق أن اعتقل لـ3 أعوام ونصف عام 1992.

- يعقوب محمود قادري "غوادرة" (50 عاما) من بير الباشا جنوبي جنين، والمحكوم بمؤبدين و35 عاما، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عامًا.

- محمد قاسم عارضة (40 عاما) من عرابة جنوب جنين، والمحكوم ثلاثة مؤبدات و20 عاما، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عاما ونصف.

- أيهم فؤاد كممجي (36 عاما) من كفر دان غرب جنين والمحكوم بمؤبدين، أمضى في سجون الاحتلال 17 عامًا.

- مناضل يعقوب انفيعات (27 عاما) من يعبد (موقوف منذ 3 سنوات).

- زكريا محمد الزبيدي (46 عاما) من مخيم جنين موقوف منذ 3 سنوات، وأمضى في سجون الاحتلال 8 سنوات.
وعقب إعادة اعتقالهم، أضاف الاحتلال وبعد عدة جلسات قضائية، لكل أسير من الأسرى الستة، حُكمًا بالسجن مدة 5 سنوات، وغرامة مالية 2000 شيكل.

كما فرض الاحتلال على الأسرى الـ5 الذين ساعدوا أسرى انتزاع الحرية حُكمًا بالسجن 4 سنوات إضافية، وغرامة مالية 2000 شيكل، وهم: محمود شريم، وقصي مرعي، وعلي أبو بكر، ومحمد أبو بكر وإياد جرادات، وجميعهم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي.

لم يستفق الكيان الصهيوني من الضربة بعد، ولم يتوقف عن الانتقام من الأسرى الستة وعائلاتهم حتى هذا اليوم، ويحاول استعادة صورته التي أعادها أبطال العملية سنوات للوراء.

انتزاع الحرية.. عملية لا يزال صداها يتردد في أروقة مؤسسات الكيان الأمنية والعسكرية، ولم يتوقف العدو للحظة عن البحث والتحليل كيف استطاع أسرى الجهاد الإسلامي أن يحققوا إِنجازات نوعِية واختراقات أَمنِية صدمت الكيان الصهيوني ومؤسسته الأَمنية.