الإعلام الحربي _ خاص
عذراً أيها الشهداء... فإن الكلمات تقف حائرة أمام جهادكم وعظيم تضحياتكم... فمثلكم قد كتب رسالته الخالدة. بعظامه وأشلائه ومداد دمائه... لقد جسدتم بجهادكم وصبركم أعظم وأنبل التضحيات.. فيما ساوم الآخرون على حقوقنا وباعوها بأرخص الأثمان.
ميلاد فارس
في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر للعام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين كانت عائلة كعبر في محافظة غزة على موعد مع مولد نجم جديد للعائلة، مولد الشهيد محمد ماجد إبراهيم كعبر " أبو صقر " لأسرة فلسطينية محافظة ملتزمة بالأخلاق الإسلامية الحميدة تعود جذور العائلة لبلدة حمامة في الأراضي المحتلة لعام ١٩٤٨ حيث هجر أهلها قسرا منها على أيدي العصابات الصهيونية.
عاش الشهيد محمد في كنف تلك الأسرة المحافظة في مخيم الشاطئ قبل الانتقال للعيش في شارع الشهيد احمد ياسين بحي عباد الرحمن ، تلقى الشهيد دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ، وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهلها كالكثير من العائلات الفلسطينية ، ليتجه للعمل في محل لبيع المواد واللوازم التموينية في سبيل مساعدة والده في إعالة أسرته التي تتكون من أربعة أخوة وأربع أخوات.
صفاته وأخلاقه
تميز شهيدنا محمد بطاعته وبره لوالديه وعلاقته الطيبة مع أخواته الأصغر منه سنا حيث كان عطوفا يساعدهم في كل أمر يصعب عليهم، وعلاقته مع أهل الحي الذي يقطنه، وكما وكان محبا للخير وحريصا اشد الحرص على الصلوات في مسجد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، كما وعرف عن الشهيد بشجاعته الكبيرة في أصعب المواقف والكرم والسرية والكتمان وحبه الشديد للناس والشباب المسلم الملتزمين بأخلاق المصطفى محمد عليه السلام كما وعرف عن الشهيد بحبه للرياضة حيث أتقن لعبة كرة القدم لتصبح إحدى أنشطته اليومية.
مشواره الجهادي
تفتحت عينا الشهيد على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وعلى صرخات الأمهات الثكلى والأطفال اليتم، فعزم على المضي قدما للانتقام مع بني صهيون، تعرف على خيار الجهاد والمقاومة طريق الشهادة، حيث اتبع نهج الدكتور المفكر فتحي إبراهيم الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، فكان انضمامه إلى صفوفها في العام ٢٠٠٥ م ، ليلتزم مع شباب المسلم في حركة الجهاد الإسلامي ويشارك في كافة الفعاليات التي تدعو لها الحركة، ليكون بعدها محط أنظار القادة في السرايا القدسية، حيث انضم للجناح العسكري عام ٢٠٠٧ م ، ليتلقى بعدها العديد من الدورات العسكرية تميز خلالها بالشجاعة والإقدام.
شارك الشهيد محمد في العديد من عمليات الرباط على الثغور شمال قطاع غزة لمنع أي تسلل أو اجتياح صهيوني للبلدات والقرى الفلسطينية في القطاع، ومراقبة التحركات الصهيونية على الحدود الشمالية.
استشهاده
في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر لعام ألفين وثمانية كان شهيدنا محمد كعبر على موعد مع الشهادة المباركة والرحيل للحياة الخالدة في الفردوس الأعلى على حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الشهداء والصديقين، حيث خرج الشهيد لمساعدة جيرانه في نقل الآلات والأدوات المتبقية من القصف الصهيوني لأحد المصانع وورش الحدادة في منطقة عزبة عبد ربه بالقرب من دوار زمو شرق جباليا وإذ بطائرات الاستطلاع الصهيونية تغير على الشاحنة التي كانوا يستقلونها ما أدى إلى استشهاد الشهيد محمد بالإضافة إلى احد عشر مواطناً من جيرانه الذين كانوا يساعدون في نقل الآلات التي تستخدم في مهنة الحدادة، وقد كان ذلك في اليوم الثالث من الحرب الجوية على قطاع غزة.