أسرى السرايا/ وجيه جلال وجيه خليل
وجيه جلال وجيه خليل
تاريخ الميلاد: الإثنين 12 يوليو 1982
تاريخ الاعتقال: الأربعاء 03 مايو 2006
المحافظة: طولكرم
الحالة الاجتماعية: أعزب
مدة الحكم: (17 مؤبداً + 50 عاماً)
سيرة

الإعلام الحربي _ خاص

نكتب اليوم عن مجاهد فذ من مجاهدي سرايا القدس في الضفة الغربية المحتلة ممن عملوا وجاهدوا في مجموعة هم أم المجموعات العسكرية، وهي مجموعة الشهيد القائد لؤي السعدي أيقونة المقاومة والشهادة في الضفة الغربية، فكان الشرف العظيم لهذا المجاهد أن يكون ضمن هذه المجموعة الربانية الجهادية، ولنا الشرف كل الشرف أن نكتب عن حياة هذا المجاهد في صفحاتنا ولا سيما أننا نرى في هذا المجاهد الكثير من معاني الصبر والصمود، فلا يزال القائد وجيه جلال خليل على العهد والوعد لدماء الشهداء ولتراب الوطن السليب.

الميلاد والنشأة

ولد الأسير القائد وجيه جلال وجيه خليل بتاريخ 12-7-1982م، في بلدة عتيل قضاء محافظة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة, ونشأ وترعرع في عائلة مؤمنة ملتزمة محافظة على القيم والأخلاق الإسلامية.

عاش المجاهد وجيه خليل بين حب العلم والدراسة وبين واجباته الدينية وارتياد المساجد، وكان من الجيل المجاهد في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، جيل أطفال الحجارة، فشارك أبناء جيله من أشبال الانتفاضة بكل الفعاليات والنشاطات التصعيدية ضد الاحتلال الصهيوني في بلدة عتيل، فتعلم رمي الحجارة والزجاجات الفارغة ورفع الأعلام والهتاف لرفعة الوطن وكرامة المواطن.

قرر المجاهد وجيه ترك الدراسة والتوجه إلى العمل في داخل الأراضي المحتلة عام 1948م إلا أن هذا العمل وإيراداته المالية لم يأت بما اشتهى من ترك الدراسة لأجله، وما أن بدأت الانتفاضة عام 2000م قرر التوقف عن العمل والعودة إلى طولكرم، وبدأ يشارك شباب بلدة عتيل الثائر في وجه المحتل الصهيوني، ويسير في المظاهرات ورمي الحجارة على الجيش الصهيوني بالقرب من جامعة خضوري.

ولا يزال المجاهد وجيه يتذكر ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الجيش الصهيوني منزله واعتقلوا أخاه الأكبر، وكان الاقتحام همجياً وعنجهياً يدل على مدى الحقد الصهيوني على الإنسان الفلسطيني، فولد ذلك الغضب الشديد في نفسية المجاهد وجيه والذي توعد بني صهيوني بالانتقام منهم حين يكبر في يوم من الأيام.

ولأهمية العلم والدراسة قرر المجاهد وجيه خليل العودة إلى صفوف الدراسة وإعادة التوجيهي في العام 2001م، وخلال فترة دراسته إذا بخبر يؤكد استشهاد مؤسس سرايا القدس في طولكرم الشهيد القائد أسعد دقة باشتباك مسلح مع العدو في بلدة عرابة بتاريخ 12-9-2001م، وحينها قرر ترك الدراسة والعمل والعودة إلى صفوف المقاومة وغلى صفوف أبطال الانتفاضة.

التواق إلى العمل المسلح

هيأ الله للمجاهد وجيه أن يأتي إليه الشهيد المجاهد أسامة أبو خليل من سرايا القدس ليعرض عليه الانضمام إلى صفوف السرايا، وكان له ما تمنى وكان ذلك في العام 2002م، واتفق الشهيد أسامة أن يقوم بإحضار العبوات الناسفة، ويقوم المجاهد وجيه بتفجيرها وتعلن السرايا المسؤولية عن العملية، وفي بداية العام 2003م، قام المجاهد وجيه خليل بزراعة عبوة ناسفة لإحدى الآليات الصهيونية وقام بتفجير العبوة الناسفة في الدبابة الصهيونية.

وفي تاريخ 24-4-2003م، اقتحم الجيش الصهيوني بلدة عتيل واعتقل المجاهد وجيه خليل واقتاده إلى مركز تحقيق (قدوميم) ولمدة ثمانية وأربعون يوماً، ليتم بعد هذه الفترة تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة شهور، وتم نقله إلى سجن النقب الصحراوي، ومنذ اليوم الأول له في ذلك السجن عاش في حضن حركة الجهاد الإسلامي، وانقضت الشهور الستة، وتم تمديده إلى ستة شهور أخرى.

وما هي إلا أشهر حتى جمع الله عزوجل المجاهد وجيه خليل بالشهيد القائد لؤي السعدي في سجن النقب وكان ذلك في شهر 12 من العام 2003م، وعرض عليه العمل في صفوف سرايا القدس بعد الخروج من السجن، وفي تاريخ 29-1-2004م، تم الاتفاق بين حزب الله والعدو الصهيوني على صفقة بادل للأسرى بموجبها الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من داخل سجون الاحتلال ممن تبقى لهم فترات قصيرة، وكان للشهيد القائد لؤي والمجاهد وجيه نصيب في الحرية حيث كان قد تبقى من حكم المجاهد وجيه ثلاثة أشهر، والقائد لؤي ستة عشر شهراً.

بداية المشوار الجهادي

بدأت المرحلة الجهادية للمجاهد وجيه أبو خليل في مشواره الجهادي والعسكري منذ اللحظة الأولى للإفراج عنه، وعمل في مجموعة الشهيد القائد لؤي السعدي إلى جانب إخوانه المجاهدين الشهداء معتز أبو خليل ومحمد أبو خليل الملقب بمحمد أبو خزنة.

أول العمليات الجهادية

كان المجاهد وجيه يمثل حلقة الوصل بين المجاهدين وبين القائد لؤي السعدي حيث توجت علاقة المجاهدين عبر أول عملية عسكرية جهادية بينهم في يوم 27 رمضان 1425هـ الموافق 10-11-2004م، عبر زراعة عبوة ناسفة وتفجيرها في حافلة صهيونية في مستوطنة "حلميش"، وقام المجاهدون بتفجير العبوة وإمطار الحافلة الصهيونية بالرصاص، وانسحبوا بسلام من مكان العملية.

بدأ المجاهدون بالنشاط العسكري وأشرف الشهيدين معتز ومحمد أبو خليل على تدريب المجاهد وجيه على استخدام السلاح وإطلاق النار في جبال بلدة عتيل بواسطة سلاح من نوع (M16) وكلاشينكوف، وكان عمل المجموعة العسكرية بقيادة الشهيد القائد لؤي السعدي يتسم بالسرية والكتمان.

أصبح الشهيد القائد لؤي السعدي يعتمد بشكل كلي على المجاهد وجيه خليل في قضاء المهمات الخاصة وذلك بعد مطاردته من قوات الاحتلال، وعمل المجاهد وجيه على توفير البيوت والمنازل للمجاهدين وتوفير الطعام والشراب لهم، والأهم إيصال المجاهدين من وإلى الأماكن التي يريدونها، وكذلك تقديم المساعدة اللوجستية للمجاهدين، وأصبحت الأمانة ثقيلة على المجاهد وجيه في عملية إيجاد المنازل وواجه صعوبة بالغة في عملية نقل المجاهدين من مكان لآخر وخاصة في مناطق صيدا وعلار وعتيل.

شارك المجاهد وجيه خليل في عملية إطلاق النار التي استهدفت دورية صهيونية في منطقة باقة الشرقية بتاريخ 20-6-2005م، والتي أدت لمقتل جندي صهيوني وإصابة آخر بشلل دائم، وتمكن برفقة المجاهدين من الانسحاب بسلام.

كان للأسير القائد وجيه خليل دور بارز في عملية الاستشهادي المجاهد أحمد أبو خليل التي نفذها في نتانيا المحتلة بتاريخ 12-7-2005م، وأدت إلى مقتل خمسة صهاينة وإصابة العشرات حيث عمل على توصيل الاستشهادي أحمد وقام بتوديعه ومعانقته قبل تنفيذه العملية، وبعد العملية أجرى القائد وجيه اتصالاً مع مراسلي قناة الجزيرة من أجل تبني العملية وقام بتسليم مدير القناة وليد العمري شريط الفيديو وبيان العملية ليؤكد مسؤولية سرايا القدس عن العملية.

نجا الأسير القائد وجيه خليل من محاولة الاغتيال التي تعرض لها القائد لؤي السعدي ومرافقه الشهيد ماجد الأشقر بتاريخ 25-10-2005م، حيث تمكن من الانسحاب بسلام واستشهد في عملية الاغتيال الشهيدان لؤي السعدي وماجد الأشقر.

وشارك القائد وجيه خليل برفقة الشهيد القائد معتز أبو خليل وإخوانه المجاهدين في عملية الرد على اغتيال قائدهم الشهيد لؤي السعدي، حيث كان لهما دور بارز في عملية الاستشهادي حسن أبو زيد في مدينة الخضيرة المحتلة بتاريخ 26-10-2005م، والتي أدت إلى مقتل ستة صهاينة وإصابة العشرات.

كما شارك القائد وجيه خليل برفقة إخوانه المجاهدين في التجهيز لعملية الاستشهادي المجاهد لطفي أبو سعدة والتي نفذها بتاريخ 5-12-2005م، في مدينة نتانيا المحتلة وأدت لمقتل خمسة صهاينة وإصابة العشرات.

كانت تربط الأسير القائد وجيه خليل علاقة قوية مع عدد كبير من قادة سرايا القدس منهم من استشهد ونذكر منهم الشهداء القادة: لؤي السعدي ومعتز أبو خليل ونهاد أبو غانم ونضال أبو سعدة وإلياس الأشقر ومعتصم جعار وماجد الأشقر وأرشد كميل وغيرهم الكثير، ومنهم ما زال قابعاً خلف القضبان ونذكر منهم: القائد معتصم رداد وإياد أبو الرب .

اعتقاله والحكم عليه

يوم 3-5-2006م، هو اليوم الأصعب في حياة المجاهد الكبير وجيه خليل حيث حاصرت الوحدات الخاصة الصهيونية وقوات كبيرة جداً من الجيش الصهيوني في حوالي الساعة الثانية والنصف ليلاً، وتمكنت من اعتقاله، وما هي إلا سويعات وإذا بالمجاهد وجيه يخضع لتحقيق صهيوني مكثف في مركز الجلمة للتحقيق واستخدم الشاباك الصهيوني معه كافة أساليب التعذيب والإجرام، فأمضى في زنازين التحقيق أكثر من 93 يوماً ليخرج بعدها إلى سجون العدو الصهيوني، وأصدرت ما تسمى المحكمة الصهيونية حكماً بحقه بالسجن المؤبد مدى الحياة (17) مرة بالإضافة إلى 50 عاماً، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس والمشاركة في عمليات للسرايا أدت لمقتل جنود صهاينة، ويقبع حالياً في سجن رامون.

تنقل الأسير القائد وجيه خليل من سجن لآخر ومن عزل انفرادي لآخر يتابع أخبار من تبقى من مجموعة القائد لؤي السعدي، وكانت هذه المجموعة الجهادية الربانية والتي أسسها الشهيد القائد لؤي السعدي من أهم المجموعات العسكرية في تاريخ سرايا القدس والضفة الغربية المحتلة، ومعظم أبطالها هم شهداء عند الله أحياء يرزقون، ومنهم أسرى محكومون بالأحكام العالية والمؤبدات، وفي مقدمتهم الأسير القائد وجيه جلال خليل، ولا زالت قوات الاحتلال تمنع عائلته من زيارته كجزء من العقاب بحقه.

ومنذ اليوم الأول لاعتقاله لم ولن ينسى الشهداء، ولم يتخل عن دربهم وطريقهم ونهجهم وإن تغيرت الأساليب، ولجأ إلى طريق جديد متسلح بالعلم حين تمكن من الحصول على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القدس أبو ديس، ولا يزال عاكفاً على متابعة أحداث الانتفاضة الفلسطينية في ظل استعداد القرصنة الصهيونية على أبناء شعبنا الفلسطيني.

توفيت والدة الأسير القائد وجيه جلال وجيه خليل الحاجة جميلة محمد خليل (إم أشرف) بتاريخ 9-6-2016م، عن عمر يناهز (60 عاماً)، بعد رحلة حافلة بالخير والعطاء وتنشئة الأبناء على حب الوطن والجهاد في سبيل الله.

أسيرنا الفارس وجيه خليل بأي كلام نودعك وأنت تقع في سجنك وترسف في أغلالك وقد كنت بالأمس ملئ سمع الدنيا وبصرها تقاتل هنا وهناك حتى حفظتك الربى والوهاد، وخطوك ما زال على الطرقات تنظر أملاً وتفيض على الناس حباً وتحمل على كفك روحاً لتلقي بها في مهاوي الردى لينعم الأطفال وتحقق الأحلام، أسيرنا القائد وجيه في مقامك ومقام أمثالك لا نملك إلا أن ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يكسر قيدكم ويفك أسركم ويرجعكم لذويكم سالمين غانمين.

نسأل الله الفرج القريب عنه وعن جميع الأسرى