"قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ"

كلمة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة بعد معركة «وحدة الساحات»

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

"قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ"

"وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا"

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على قائدِ سرايا المجاهدينَ، سيِّدِنا محمدٍ -صلَّ اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمْ-:

سبعةُ أيامٍ مَضتْ أربعةٌ مِنهَا وَقَفَ خِلالَهَا جيشُ العدوِّ ومَعَهُ أكثرُ مِن اثني مليونَ مِنْ قطعانِ المستوطنينَ على أصابعِ أقدامِهِمْ يَتَحَسَّسُونَ أَعْلَاهُمْ وَأَسفَلَهُمْ وما حَولَهُمْ أمامَ رُعبِ استنفارِ مقاتِلِينا في سرايا القدسِ بالوحداتِ القتاليةِ المختلفةِ.

سبعةُ أيامٍ استطَعْنَا في سرايا القدسِ -بفضلِ اللهِ- في معركةِ الاستنفارِ، وعبرَ عمليةِ "وحدةِ الساحاتِ" ودماءِ القادةِ الشهداءِ "تيسير الجعبري" و"خالد منصور" ومَعَهُمْ ثلةُ القادةِ الميدانيينَ والمجاهدينَ والأبطالَ من أبناءِ شعبِنَا المُجاهدِ الأَبِيِّ، استطَعنَا إثباتَ الحقِّ الفلسطينيِّ بالكرامةِ والحريةِ، وأن نُجسِّدَ أَسْمَى معانِي الانتماءِ لفلسطينَ الجغرافيا الواحدةِ، بعيداً عَنْ مَشاريعِ الفصلِ والعزلِ والتفردِ، وكذلكَ الوقوفَ إلى جانبِ عدالةِ قضيةِ أَسرَانَا الأحرارِ.

إنَّنَا وبعدَ هذا العطاءِ الكبيرِ الذي كانَ مَهرُهُ الدَّمُ والجهادُ، وَحَقَّقْنَا فيهِ إنجازات توازي ما حققناه في سيف القدس، نُؤكِّدُ في سرايا القدسِ على التالي:

أولاً: منذُ اللحظةِ الأولى التي اسْتَنْفَرْنَا فيها مجاهِدِينا للرَّدِّ على العدوانِ الذي جَرى على الشيخِ القائدِ بسام السعدي وعائِلَتِهِ، لَم يَنْقَطِعْ عنَّا سيلُ الوساطاتِ التي تُطَالِبُنَا بالتَّراجُعِ عن وقوفِنَا إلى جانبِ كرامةِ الإنسانِ الفلسطينيِّ وحياةِ أَسْرَانا الأبطالِ المضربينَ عنِ الطعامِ، وهذا مَا لَمْ نَقْبَلْهُ وَقَاتَلْنَا حتى اللحظةِ الأخيرةِ انتصاراً لِثَوَابِتِنَا التي لَنْ تَتَغَيَّرَ بوحدةِ الحالِ في كافةِ الساحاتِ مَهمَا كلَّفَ ذلكَ مِنْ ثَمَنٍ.

ثانياً: إنَّنَا وأمامَ هَذَا المشهدِ البُطُولِيِّ لفرسَانِنَا في الميدانِ قادةً ومجاهدينَ، وأمامَ كرامةِ الشهادةِ التي لَطالَمَا قاتَلْنَا لِنَيْلِهَا في مسيرةِ إحدى الحسنيينَ، نُؤَكِّدُ استمرَارَنَا في جهادِنَا وقِتَالِنَا في أيِّ زمانٍ وأيِّ مكانٍ يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نكونَ حاضرينَ فيه ميدَانِيَّاً.

ثالثاً: إنَّنَا في سرايا القدسِ كُنَّا ولا زِلْنَا وسنَبقَى لا نعرِفُ للمهادَنَةِ طريقاً، وبعدَمَا ذاقَ عَدُوُّنَا خلالَ عمليةِ وحدةِ الساحاتِ عبرَ حِمَمِ نارِ مُجاهِدِيْنَا الأبطالِ دَرساً لَنْ يَنَسَاهُ قادةُ الانهزامِ، ونُؤَكِّدُ على أنَّ مَا قُمنَا بِهِ من توحيدٍ للجبهاتِ ورفضِ الضيمِ لَنْ نَتراجَعَ عَنْهُ ولَنْ نكونَ إِلَّا المُبادِرِينَ وَسَتَكُوْنُ كَلِمَتُنَا هيَ العُليَا دَوماً بإذنِ اللهِ.

رابعاً: سنُواصِلُ معرَكَتَنَا المفتوحةَ مَعَ عَدُوِّنَا دونَ كللٍ أو تراجُعٍ وسنَحفَظُ وصايا الشهداءِ المجاهدينَ والقادةِ، وستكونُ دماؤُهُمْ وَقوداً ودافعاً لمواصلةِ دَربِنَا الذي نتشَرَّفُ بهِ وبالانتماءِ إليهِ، وهُنَا نُؤَكِّدُ استمرَارَنَا في جهادِنَا وقتالِنَا في أيِّ زمانٍ ومكانٍ يتطلَّبُ مِنَّا أنْ نكونَ حاضرينَ فيهِ.

ختاماً: التحيةُ لشعبِنَا ولأُمَّتِنَا ولأحرارِ العالمِ، وهذا عهدُنَا بِأَنْ نَظَلَّ الدِّرعَ الحَامِيَ لشعبِنَا والمُدَافِعِينَ عَنهُ، وقَرَارُنَا كمَا تَرجَمْنَاهُ سابقاً هو معادلةُ

"وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا"

والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.