"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير"

كلمة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة بعد انتهاء معركة «بأس جنين» 5-7-2023م

بسم الله الرحمن الرحيم

"إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍۢ كَفُورٍ"

"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير"

صدق الله العظيم

الحمد لله رب العالمين القوي الأمين العزيز المتين، قهر بالرعب أوكار المعتدين، وأعز بالثبات جموع المسلمين المجاهدين، وكان على الدوام خير ناصر لنا وخير معين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى أله وصحبه وسلم ثم أما بعد،،،

باسم المخيم لم أمت واسأل جنين، أنا لم أزل شوكاً بحلق الغاصبين، أنا ثورة أنا راية أنا فجر شعب عزمه لا لن يلين.

يا جماهير شعبنا الأبي الشجاع المقدام

يا أهل الانتفاضة السرمدية التي لم ولن تهدأ ما بقي الاحتلال

سلام الله المؤمن السلام لكم ورحمة الله وبركاته

من جديد تعلو يد أبطال سرايا القدس والمقاومة عالياً في وجه كيان العدو الغاشم، الذي ظنَّ واهماً أن عدواناً ضد البشر، والشجر، والحجر، يُمكن أن يُخْمِد نار ثورة ما كان لها إلا أن تلقي أوزارها على أعتاب الأقصى محرَّراً من دنس الصهاينة.

لقد حشد العدو حشده مدججاً بكل أسباب القوة جواً وبراً بطائراته ونخبته وآلياته، مقابل أبطالنا في كتيبة جنين بسرايا القدس، ومعهم أبطال المقاومة في مخيم جنين؛ لتبدأ ملحمةٌ جديدةٌ عنوانها "بأس جنين"، التي لم تسجل في تاريخها إلا جهاداً وقتالاً من نوع فريد يحمل بسالة الشهداء "القسام، وطوالبة، وحردان، وصوالحة، والعموري، وعدنان، وعز الدين، وأبو جندل، ومحمود حلوة" وكل شهداء مقاومتنا الباسلة. وكما العادة، هبَّ الأحرار ومعهم حاضنتنا الشعبية التي أكدت أصالتها مجدداً. وعلى مدار يومين من القتال وبصمودٍ منقطع النظير أفشلنا في سرايا القدس والمقاومة أهداف العدو ضمن تكتيكات ومعارك ميدانية، تخللها تفجير عشرات العبوات الناسفة، وكمائن الموت من مسافة صفر برصاص الأفذاذ المغاوير؛ ليُصبح عدوان العدو الواهي الذي أسماه (الحديقة والمنزل) حريقاً ولهيباً جندل جنوده المهزومين، وبعد كل معركة، كما العادة، يهرب من الحقيقة بإخفاء الخسائر التي عادة ما تكون قتلى في حوادث سير، ما يؤكد بأس جنين ومعها كل فلسطين والساحات.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد، ويا أبناء أمتنا العربية والإسلامية:

لقد صمد المخيم من جديد، واستطاع الوقوف بكل جسارة أمام الموج العاتي، وحوَّل مسار الهجوم إلى الدفاع، وعَكَس أبطالُنا بالنار إرادة الشعب الفلسطيني الذي يرفض الاستسلام والخنوع، ويتوقُ للحرية والجهاد والمقاومة، ليكون هذا النصر المؤزر الذي كان بأساً لجنين، امتداداً لمعارك سيف القدس، ووحدة الساحات، وثأر الأحرار، وبأس الأحرار، التي ارتقى خلالها الشهداء والقادة العظام؛ تأكيداً على الاستمرار في طريق حرية فلسطين وكنس العدو عن قدسنا وأرضنا.

إن عدونا اليوم أصبح مردوعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإنَّ ما يفسر ذلك ادعاؤه الإنجازات الوهمية ووصفها بالكبيرة بعد هذا العدوان بآلته الحربية التي يعرفها كل العالم، والتي حصدت أرواح الأبرياء، ودمرت المنازل، ودور العبادة، والبنى التحتية في المخيم، وكان بإمكانها أن تفعل أكثر من ذلك، لكنَّ الذي جرى هو أن العدو جاء إلى هذه المعركة مردوعاً، وقاتَلَ مردوعاً، وجرَّ أذيال الخيبة أمام المقاتلين الأشداء الذين أسقطوا الطائرات المسيرة وفجروا العبوات الناسفة وكانوا كما الاسود في نقاط ومحاور الجابريات والحواشين والدمج والبيادر وغيرها من الميادين التي عرف العدو بها بأس جنين وسرايا القدس.

إننا في سرايا القدس، وأمام هذا المشهد البطولي المبارك والإنجاز المهم الذي سطره مخيم جنين بشعبه ومقاوميه، لنؤكد على التالي:

أولاً: ننعى بكل فخر واعتزاز كوكبة شهداء جنين الحرة مقاتلين ومدنيين الذين صدوا العدوان وكانوا الأوفياء بالدماء، ونؤكد أن دماء الشهداء ستكون دافعًا لاستمرار جهادنا وقتالنا.

ثانيًا: إن المقاومة في الضفة وجنين صمدت ولم ولن تنكسر أمام هذا العدو الرعديد، الذي شنَّ عدوانه ضد مقاتلينَ يملكون عزماً وإيماناً بالله، وبقضيتهم، ومشروعهم الجهادي المبارك الذي سيتواصل بكل بسالة وعنفوان.

ثالثاً: إن ما جرى من أداءٍ بطوليٍّ لافت يعكِسُ تطور أداء المقاتلين في الميدان والاستفادة من تجارب المعارك السابقة، ما أكسب مجاهدينا قدراً عالياً من المهارة القتالية في حرب المدن، إلى جانب الاستفادة القصوى من كل ما هو متاح من إمكانات وقدرات.

رابعاً: نوجه عرفاننا إلى أبناء شعبنا في كل الساحات، وعلى رأسهم أهلنا في جنين ومخيمها الباسل، ونقول لهم: إن هذا الإنجاز الذي حققه أبناؤكم المغاوير لم يكن لولا صمودكم، وانتماؤكم المخلص للقضية، ولمشروع المقاومة والجهاد وكذلك نشكر فصائل المقاومة بجميع أطيافها ومحور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية في إيران.

خامساً: نقول لقيادة العدو: إن ثورة المقاومة في الضفة وكل فلسطين لن تُخمَد، وإن كل زقاق وشارع سيكون عمَّا قريب محطة للاشتباك والقتال، ولن يكون هناك استقرار طالما تواجد الجيش والمستوطنون فوق أرضنا.

ختاماً: إن مقاومينا وأبطالَنا في الضفة وجنين لم يكونوا وحدهم، لقد كان من خلفهم في عدة ساحات مقاتلينَ مخلصين يدهم على الزناد في فلسطين وخارجها، والذين يتأهبون لقتال العدو ولقائه، وإن لم يحصل هذا في هذه المعركة فهو قادم بإذن الله.

جهادنا مستمر، ووحدةُ الساحات قائمة بلا تراجع بعون الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين